رئيسة منظمة التجارة العالمية في مؤتمر الرياض: يجب إصلاح القواعد لتسهيل خفض الرسوم والقيود على الصادرات
مخاطر استمرار الانقسام التجاري
وحذرت المديرة العامة من أن الانقسام التجاري العالمي، في حال استمراره، سيؤدي إلى خلق كتل اقتصادية متنافسة تتبادل القيود والردود الانتقامية، مما قد يعمّق حالة الركود في التجارة العالمية. وقالت:
"إذا استمر كل طرف في بناء جدران حول اقتصاده، فلن يكون هناك فائز حقيقي بل الجميع سيخسر."
وأكدت أن الحمائية المتبادلة يمكن أن تقلص نمو التجارة العالمية بأكثر من 1.5% سنوياً، وهو ما سينعكس على الوظائف والاستثمارات، خاصة في الاقتصادات الناشئة المعتمدة على التصدير.
الخليج العربي كمركز بديل للتجارة وإعادة التوزيع
من النقاط اللافتة في كلمتها إشادتها بدور منطقة مجلس التعاون الخليجي كمركز لوجستي وتجاري متنامٍ. وأشارت إلى أن دول الخليج، بفضل بنيتها التحتية المتقدمة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، قادرة على لعب دور محوري في إعادة توجيه مسارات التجارة العالمية.
فمع قيام الشركات متعددة الجنسيات بإعادة هيكلة سلاسل التوريد بعيداً عن بؤر التوتر، يمكن أن تستفيد الموانئ والمناطق الحرة في الخليج من هذا التحول، من خلال جذب الاستثمارات الجديدة في التخزين، والتصنيع الخفيف، والخدمات اللوجستية الذكية.
آفاق الإصلاح والخطوات التالية
تأتي تصريحات إيويالا في وقت تتزايد فيه الدعوات لإطلاق جولة جديدة من الإصلاحات التجارية ضمن مجموعة العشرين (G20) ومسار مجموعة الفكر (T20)، حيث من المتوقع مناقشة مقترحات محددة خلال الاجتماع الوزاري القادم لمنظمة التجارة العالمية.
ويرى المراقبون أن هذا الزخم قد يمهّد الطريق لتفاهمات جديدة بين الاقتصادات الكبرى حول إزالة القيود على الصادرات الأساسية مثل الحبوب، والمعادن النادرة، والرقائق الإلكترونية والتي أصبحت محورية في الأمن الاقتصادي العالمي.
الخلاصة
من الواضح أن دعوة رئيسة منظمة التجارة العالمية جاءت في لحظة مفصلية، إذ يواجه النظام التجاري العالمي تحديات غير مسبوقة. فبينما تتجه بعض الاقتصادات إلى الانغلاق، هناك إدراك متزايد بأن إحياء الانفتاح التجاري المنظم هو السبيل الأنجع لتحقيق نمو مستدام وتجنب الركود.
وإذا ما نجحت الجهود في تحقيق تقدم ملموس خلال الاجتماعات القادمة، فقد نشهد عصراً جديداً من التعاون التجاري، تكون فيه المرونة، والرقمنة، والاستدامة ركائز أساسية للتجارة العالمية الحديثة مع بروز منطقة الخليج كمحور رئيسي في خريطة التجارة الدولية المستقبلية.