رئيسة منظمة التجارة العالمية في مؤتمر الرياض: يجب إصلاح القواعد لتسهيل خفض الرسوم والقيود على الصادرات
رئيسة منظمة التجارة العالمية في مؤتمر الرياض: يجب إصلاح القواعد لتسهيل خفض الرسوم والقيود على الصادرات
في كلمة محورية ألقتها خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، دعت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو-إيويالا، إلى إصلاح شامل لقواعد التجارة الدولية، مؤكدة أن النظام التجاري العالمي بحاجة عاجلة إلى تحديث آلياته بما يسمح بتقليص الرسوم الجمركية والقيود على الصادرات التي تعيق النمو الاقتصادي العالمي وتزيد من اضطرابات سلاسل التوريد.
وقالت إيويالا إن العالم يشهد "تصاعداً غير مسبوق في الحمائية"، وإن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تباطؤ التجارة العالمية وتآكل الثقة في النظام متعدد الأطراف. وأشارت إلى أن هناك حاجة لتعاون أوسع بين الاقتصادات الكبرى والأسواق الناشئة لإعادة بناء أسس الانفتاح التجاري، لا سيما في ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية الراهنة.
تصاعد الحواجز التجارية وتهديد سلاسل الإمداد
على مدار السنوات الأخيرة، شهد العالم موجة جديدة من القيود التجارية، سواء عبر فرض رسوم جمركية إضافية أو عبر القيود غير التعريفية مثل الحصص والإجراءات التنظيمية المعقدة. ومع تصاعد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى، أصبحت سلاسل الإمداد العالمية أكثر هشاشة، خاصة في قطاعات رئيسية مثل أشباه الموصلات، والآلات، والسيارات.
وأوضحت المديرة العامة أن هذا الوضع يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي، إذ يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج ويقوّض كفاءة السوق. وأضافت أن "البلدان التي تعتمد على التصدير تواجه صعوبات متزايدة في التخطيط والإنتاج بسبب عدم وضوح القواعد وتعدد القيود."
دعوة إلى نظام تجاري أكثر مرونة وشمولية
وركزت إيويالا في كلمتها على ضرورة أن يكون النظام التجاري الجديد أكثر مرونة واستجابة للتغيرات، مشددة على أن العالم بحاجة إلى قواعد محدثة تعالج التحديات الحديثة مثل التحول الرقمي، وأمن الإمدادات، والتغير المناخي.
وقالت إن إصلاح القواعد يجب أن يشمل "تحديث اتفاقيات المنظمة لتواكب الواقع الجديد، بحيث يتم تسهيل التجارة الرقمية، وتقليل الحواجز غير الجمركية، وتبني آليات تحكيم أكثر سرعة وشفافية." وأضافت أن هذا الإصلاح ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة اقتصادية لضمان استمرار النمو العالمي.