اضطرابات التجارة وسلاسل التوريد تتصدر المخاطر لدى التنفيذيين في أحدث استطلاع عالمي
اضطرابات التجارة وسلاسل التوريد تتصدر المخاطر لدى التنفيذيين في أحدث استطلاع عالمي
خلفية وأهمية الموضوع
في عالم مترابط اقتصاديًا بشكل لم يسبق له مثيل، باتت سلاسل التوريد والتجارة الدولية محاورًا مركزية في قدرة الشركات على البقاء والتنافس. ومع تصاعد التحديات مثل الحروب التجارية، القيود التنظيمية، والتقلبات الجيوسياسية، بات عدد متزايد من الرؤساء التنفيذيين ومديري العمليات يرى أن الاضطرابات في التجارة وسلسلة الإمداد لم تعد مجرد تهديدات نظرية، بل من أبرز مخاطر التشغيل التي تواجه مؤسساتهم.
وفقًا لنتائج استطلاعات حديثة شملت آلاف التنفيذيين حول العالم، حوالي 60٪ من المديرين صنفوا المخاطر المرتبطة بسياسات التجارة (كالتعريفات، الضوابط على الصادرات، الحظر على التكنولوجيا) ضمن أبرز التهديدات التي قد تعيق النمو والتوسع العالمي. كما أن اضطراب سلسلة التوريد (مثل العقبات اللوجستية، تأخر الشحنات، أو انقطاع الموردين) تمثّل قلقًا كبيرًا لدى 22٪ من التنفيذيين، وهو أعلى معدل يُسجّل منذ ديسمبر 2022.
أبرز نتائج الاستطلاعات والدراسات
أ. تقرير WTW العالمي لمخاطر سلسلة التوريد 2025
أظهر التقرير أن 63٪ من المؤسسات أبلغت عن خسائر تصادفية أعلى من المتوقع نتيجة لمخاطر التوريد، رغم تعزيزها لإجراءات الإدارة والتقييم.
فيما ارتفعت المخاطر الجيوسياسية إلى الصدارة (19٪ من المؤسسات صنّفتها كأهم تهديد)، تلتها مخاطر الأمن السيبراني (16٪).
واللافت أن أقل من 8٪ من الشركات قدّرت أنها تملك السيطرة الكاملة على مخاطر سلاسل التوريد.
ب. استطلاع Dun & Bradstreet بين 10,000 مدير
أفاد أن 54٪ من القادة يتوقعون بقاء أو تصاعد التوترات التجارية، ما يعكس مخاوف متزايدة من إعادة فرض رسوم تجارية أو قيود على الصادرات.
كما أن هذا التوتر يرافق تراجعًا في التفاؤل العام لدى رجال الأعمال، بسبب عدم اليقين في السياسات والمخاطر على سلسلة التوريد.
ج. استطلاع RapidRatings لمخاطر 2025
أفاد أن 62٪ من المتعاملين في مجالات الشراء والتوريد شعروا بمستوى مخاطرة مرتفع في سلاسلهم خلال 2024.
كما أن 30٪ من حالات الاضطراب تكبّدت تكاليف تفوق 5 ملايين دولار للشركة الواحدة.
واعتبر التقرير أن الأحداث الجيوسياسية والتعريفات هي أبرز العوامل المسببة للتوتر في التوريدات.
د. دراسة Oliver Wyman حول مرونة السلاسل
بينت أن 80٪ من المديرين يرون أن سلاسلهم الآن «مرنة جدًا» لكن مع ذلك فقط 4٪ خططوا لزيادة ميزانية المرونة في العام القادم، وبتوجه نحو مبادرات فرعية بدلاً من استراتيجية شاملة.
كما أن الشركات بدأت تضيف بدائل لمصادر التوريد بدلًا من إعادة التصميم الكامل لسلاسلها، تقليلًا للمخاطر من اتخاذ خطوات جذرية.
تفسير الأسباب والدوافع
أ. الضغوط الجيوسياسية والتجارية
التنافس التجاري بين القوى الكبرى، فرض تعريفات جمركية متقلبة، وقيود تصدير التكنولوجيا جعلت العديد من الشركات تشعر بأنها في منطقة مخاطرة عالية. تنفيذ سياسات غير متسقة من دولة لأخرى يخلق عبئًا إداريًا كبيرًا ويغلق خيارات التوريد.