الذهب يقفز فوق 4000 دولار للأونصة ويعزز مكانته كملاذ آمن
الذهب يقفز فوق 4000 دولار للأونصة ويعزز مكانته كملاذ آمن
في تحول لافت في أسواق المعادن النفيسة، تجاوز سعر الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة، مسجلًا مستوى تداول يبلغ نحو 4059.05 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخه الحديث. هذا الصعود الكبير يعكس حالة من الزخم القوي في الطلب، إذ سجل المعدن الأصفر مكاسب سنوية تقارب 53% منذ بداية العام، وهو الأداء الأقوى خلال عقود. وفي الوقت نفسه، شهدت الفضة ارتفاعًا موازيًا لتتداول حاليًا عند نحو 51 دولارًا للأونصة، بدعم من العوامل نفسها التي تقود موجة الارتفاع في الذهب.
ويأتي هذا الارتفاع الحاد مدفوعًا بتدفقات ضخمة إلى صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) وبمشتريات قياسية من البنوك المركزية حول العالم، في وقت يسعى فيه المستثمرون إلى تحصين محافظهم ضد تقلبات الاقتصاد العالمي.
ما الذي يدفع الذهب إلى الارتفاع؟
1. "تجارة ضعف العملات" أو ما يُعرف بـ Debasement Trade
يشهد العالم في الآونة الأخيرة تزايد المخاوف من تراجع قيمة العملات الورقية نتيجة السياسات المالية التوسعية والعجوزات المتراكمة في الموازنات، خصوصًا في الولايات المتحدة. هذا الشعور بفقدان الثقة يدفع المستثمرين إلى التحوط عبر الذهب الذي يُعدّ مخزنًا تقليديًا للقيمة ووسيلة حماية من تآكل القوة الشرائية.
2. توقعات خفض الفائدة ودعم الأسعار الحقيقية
تتزايد التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤدي إلى تراجع العوائد الحقيقية للأصول الثابتة. وبذلك تصبح تكلفة الاحتفاظ بالذهب أقل نسبيًا، مما يزيد من جاذبيته كأداة استثمارية، خاصة عندما تقل جاذبية السندات أو الودائع البنكية.
3. التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية
من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية إلى الصراعات الدولية وتقلبات السياسة العالمية، يجد المستثمرون أنفسهم أمام مشهد مليء بالمخاطر، ما يدفعهم نحو الأصول الآمنة مثل الذهب الذي يزدهر عادة في فترات عدم اليقين.