جولد مان تخفض توقعات إمدادات النحاس بعد تعطل منجم غراسبيرغ

ومضة الاقتصادي

جولد مان تخفض توقعات إمدادات النحاس بعد تعطل منجم غراسبيرغ

في خطوة جمعت بين صدمة السوق وتحليل مجدد للتوازن بين العرض والطلب، أعلنت Goldman Sachs عن خفض توقعاتها لإمدادات النحاس العالمية لعام 2025 بمقدار يقارب 160,000 طن متري، وكذلك تقليص توقعات 2026 بحوالي 200,000 طن، وذلك نتيجة التعطّل الكبير في منجم غراسبيرغ بإندونيسيا.

صورة المشهد الحالي: المعطيات الأساسية

يُتوقع أن يخسر منجم غراسبيرغ إنتاجًا يقارب 250,000 إلى 260,000 طنًا في 2025، على أن يبدأ استئناف جزئي للعمليات في الربع الرابع من العام.

قبل هذا التعطّل، كان التوازن العالمي للنحاس متجهًا نحو فائض طفيف؛ لكن، نتيجة التعديلات الجديدة، قد ينتقل السوق في 2025 من فائض إلى عجز يقارب 55,500 طن.

مع هذه التغيرات، رفعت جولد مان توقعاتها لسعر النحاس في 2025 إلى نطاق 10,200 إلى 10,500 دولار للطن، مع توقع بمستوى يستقر حول 10,750 دولارًا للطن بحلول 2027.

حتى الآن، يتداول النحاس بأسعار تجاوزت مستوى 10,300 دولار للطن تقريبًا، في ظل إعادة تسعير المخاطر وقلة العرض الفعلي.

دوافع التأثير: ما الذي ألقى بهذا الزخم؟

1. التعطّل التشغيلي المفاجئ

حادث تدفّق الوحل في المنجم أدّى إلى إعلان حالة القوة القاهرة من قبل المُشغّل، مما أدى إلى توقف واسع في الإنتاج المقدر أن يغطي نسبة كبيرة من الإنتاج السنوي لمنجم غراسبيرغ.

2. هشاشة العمليات الكبرى وسلاسل التوريد المركّزة

عندما تتركّز نسبة كبيرة من الإنتاج في مواقع محدودة، تصبح الصناعة عُرضة لتقلبات مفاجئة أي تعطل في موقع رئيسي قد يتالت آثاره على الإمداد العالمي.

3. طلب هيكلي قوي

النحاس لا يزال من المواد الأساسية لعدة روافع اقتصادية كالكهرباء، التحوّل نحو السيارات الكهربائية، وبناء البنى التحتية للطاقة الخضراء. هذا الطلب يضيف ضغطًا إضافيًا على القدرة الإنتاجية المتوفرة.

المخاطر والتحديات التي قد تكبّل الارتفاعات

إذا طال زمن استئناف الإنتاج في غراسبيرغ أو ظهرت صعوبات فنية إضافية، فإن العجز قد يتفاقم أكثر مما يُتوقع حاليًا.

تراجع النمو الاقتصادي العالمي أو انخفاض الاستثمارات في مشاريع الطاقة الجديدة قد يُخمد الطلب المفترض.

اللجوء إلى بدائل النحاس أو رفع معدلات إعادة التدوير قد يقيّد الارتفاع في الأسعار على المدى المتوسط.

تداعيات على الصناعة والاقتصاد

في قطاعات التعدين والطاقة والبناء، قد ترتفع تكاليف المواد الأولية ويُضغط على هوامش الربح بمشاريع جديدة.

مشاريع البنى التحتية، شبكات الكهرباء، ومحطات الشحن للسيارات الكهربائية قد تتأثر بجداول زمنية أو كلفة عالية.

المستثمرون قد يعيدون وزن محافظهم الاستثمارية نحو المعادن الأساسية ورفع نصيب النحاس كأداة تحوط أمام مخاطر نقص المعروض.

ما الذي يجب مراقبته من الآن فصاعدًا؟

تحديثات التشغيل من غراسبيرغ وFreeport: كيف ومتى ستعود أجزاء المنجم للإنتاج؟

مؤشرات الطلب العالمي: مبيعات الكابلات، إنتاج السيارات الكهربائية، ومشاريع البنية التحتية.

ظهور موارد بديلة أو إعادة تشغيل مناجم أخرى: هل يمكن لسدّ الفجوة بصورة جزئية عبر مواقع أخرى؟

حركة أسعار النحاس الفورية في أسواق السلع الفورية والعقود الآجلة: إشارات مبكرة على القوة أو الضعف النسبي.

الخلاصة

تعدّ خطوة Goldman Sachs بخفض توقعات الإمداد تحذيرًا قويًا من هشاشة سلاسل التوريد في المعادن الصناعية، وخصوصًا النحاس. إن تحول السوق من فائض إلى عجز متوقع يعكس أن التوازن في هذا القطاع حساس لأية صدمة في إنتاج المنجم. ومع أن الطلب البنيوي على النحاس لا يبدو في طريقه للتراجع على المدى الطويل، فإن النتائج الفعلية ستعتمد على مدى قدرة المشاريع المتضررة على العودة بسرعة إلى الإنتاج، واستجابة باقي المناجم لتعويض الفجوة.

في السنوات القادمة، قد يُصبح النحاس واحدًا من أبرز المعادن التي تفصل بين من يملك القدرة الإنتاجية الموثوقة ومن يواجه تبعات نقص الإمداد. المستثمرون والقطاعات المرتبطة من الطاقة إلى السيارات والبنى التحتية كلهم في مشهد ينقّح قواعد العلاقة بين العرض والطلب في عالم تتسارع فيه التحوّلات التكنولوجية والبيئية.

تم نسخ الرابط