الذهب يقفز مع تصاعد جاذبيته كملاذ آمن بعد خفض الفائدة من الفيدرالي

ومضة الاقتصادي

الذهب يقفز مع تصاعد جاذبيته كملاذ آمن بعد خفض الفائدة من الفيدرالي

شهدت أسواق الذهب موجة صعود قوية مؤخراً، تصاعدت قبل وبعد أن قام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. هذا الحدث لم يكن مفاجئاً، لكنه أعطى زخماً لأسعار المعدن الأصفر التي ارتفعت بما يعادل حوالي 39% منذ بداية عام 2025، مما يجعله من بين أفضل الأصول أداءً هذا العام.

لماذا الذهب الآن؟

عدة عوامل تلتقي حالياً لرفع جاذبية الذهب:

انخفاض العوائد الحقيقية
عندما تُخفض الفائدة أو تنخفض العوائد الحقيقية (معدل الفائدة بعد خصم التضخم)، يصبح حمل الذهب (الذي لا يدر عائداً) أقل تكلفة ضمن الفرص البديلة، مما يزيد الطلب عليه.

ضعف الدولار الأميركي
الدولار الأضعف يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ويزيد من الطلب الدولي على المعدن.

التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين
الحروب، الخلافات التجارية، أو أي اضطرابات عالمية تعزز الرغبة في الأصول التي يُنظر لها على أنها ملاذ آمن، والذهب يلعب هذا الدور بالفعل.

طلب من البنوك المركزية
عدد من البنوك المركزية حول العالم يستمر في شراء الذهب لتعزيز احتياطياتها، ما يضيف دعماً إضافياً لسعره.

مخاوف التضخم
بما أن التضخم لا يزال مصدر قلق في عدة اقتصادات، يُنظر للذهب كوسيلة تحوطية ضد تآكل القوة الشرائية.

التحديات والتهديدات التي قد تواجه الذهب

رغم الأداء القوي، هناك عدة مخاطر يجب أن يراعيها المستثمرون:

إذا تعطلت تخفيضات الفائدة أو تباطأت
إذا توقف الفيدرالي أو أظهر موقفاً أكثر تحفظاً، فقد ترتفع العوائد، مما يجعل الذهب أقل جاذبية.

ثبات التضخم أو زيادته
التضخم المرتفع قد يدفع البنك المركزي إلى تبني سياسات أكثر تشدداً، وربما رفع الفائدة مجدداً، ما سيضغط على أسعار الذهب.

تقوية الدولار المفاجئة
الدولار الأقوى يمكن أن يجعل الذهب أغلى لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب.

مبيعات من قبل البنوك المركزية أو جني أرباح واسع
إذا قررت بعض البنوك المركزية بيع جزء من احتياطياتها، أو بدأ المستثمرون في جني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في الأسعار.

الآثار العملية للمستثمرين والشركات والجمهور

للمستثمرين: الذهب الآن يبدو خياراً جيداً للتحوط ضمن المحافظ الاستثمارية. من الحكمة تنويع الأصول وعدم الاعتماد الكلي على الأسهم أو الاستثمارات المرتبطة بالنمو فقط.

لشركات التعدين وصناديق الذهب: ارتفاع السعر وتزايد الطلب يمكن أن يحسّنا من الهوامش والأرباح، وربما يرفع فرص توسيع الإنتاج أو الاستثمار.

للدول التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الذهب: ارتفاع الذهب يخفف الضغط على الميزانيات ويمنح مرونة أكبر في السياسات المالية والنقدية.

ما الذي يجب مراقبته بعد ذلك؟

تصريحات الفيدرالي وبيانات التضخم القادمة: أي تغير مفاجئ في الموقف النقدي قد يؤثر بقوة.

العائد الحقيقي وسعر الفائدة الفعلية بعد التضخم: ارتفاعها من جديد قد يضغط على الذهب.

أداء الدولار الأميركي مقابل العملات الأخرى.

سلوك البنوك المركزية: هل تستمر في الشراء أم تبدأ البيع؟

المستويات الفنية في السوق: وجود مقاومات قوية أو مستويات سيولة قد يحد من الصعود أو يسبب تصحيحات مؤقتة.

أحدث تطورات الأسعار

الذهب وصل إلى مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، متجاوزاً 3,700 دولار للأونصة في بعض الجلسات.

بعد الخفض الأخير للفائدة، انخفضت بعض العوائد طويلة الأجل وتراجع الدولار مؤقتاً، مما دعم صعود الذهب.

رغم ذلك، شهد المعدن بعض التراجع الطفيف بفعل جني الأرباح وصدور بيانات اقتصادية أظهرت صلابة نسبية في التضخم وسوق العمل.

خاتمة

في ظل خفض الفائدة الأخير من الفيدرالي، وجد الذهب فرصة ذهبية ليكون من أبرز الأصول في عام 2025. صعود يقارب 40% منذ بداية العام يجعله أحد أفضل الأصول أداءً، مدعوماً بضعف الدولار، التوترات الجيوسياسية، وطلب البنوك المركزية.

لكن التفاؤل لا يلغي المخاطر. ارتفاع العوائد أو تغير السياسة النقدية أو حتى قوة الدولار قد يضعف الزخم بسرعة.

لذلك، على المستثمرين مراجعة محافظهم، واعتبار الذهب وسيلة للتحوط مع الاستعداد لأي تقلبات. وإذا استمرت الظروف العالمية الحالية، قد يشهد الذهب مزيداً من الصعود وربما يطرق أبواب مستويات قياسية جديدة.

تم نسخ الرابط