معظم الأمريكيين متشككون في ادعاء ترامب بأنه حلّ التضخم: الاستطلاعات تُظهر رفضًا واسعًا

ومضة الاقتصادي

معظم الأمريكيين متشككون في ادعاء ترامب بأنه "حلّ" التضخم: الاستطلاعات تُظهر رفضًا واسعًا

المقدمة

مؤخرًا، صرّح دونالد ترامب بأنه قد “حلّ” مشكلة التضخم وهو تصريح جريء يطرح سؤالًا أساسيًا: كيف ينظر الأمريكيون العاديون إلى هذا الادعاء؟ في وقت لا تزال فيه العديد من الأسر تشعر بضغط الأسعار المرتفعة وتكاليف السكن والطعام والطاقة، يبدو أن هذا الادعاء لا يلقى القبول بسهولة. أحدث استطلاعات الرأي تكشف عن حالة من الشك الواسع.

بيانات الاستطلاعات والرأي العام

نسبة الموافقة على أداء ترامب الاقتصادي ضعيفة نسبيًا؛ إذ يبلغ معدل الموافقة حوالي 36 إلى 40% فقط، بينما تتراوح نسبة الرفض بين 55 و60%.

في ما يخص التضخم وتكاليف المعيشة تحديدًا، تبدو الأرقام أكثر سلبية. إذ لا تتجاوز نسبة الموافقة على طريقة تعامل ترامب مع التضخم 34 إلى 37%، في حين تصل نسبة الرفض إلى 60 إلى 66%.

هذه الأرقام توضح أن غالبية الناس لا يجدون أن ادعاء “حلّ التضخم” مقنع أو يعكس واقعهم اليومي.

أبرز المخاوف التي يعبّر عنها الأمريكيون

ارتفاع أسعار الأساسيات: السلع الغذائية، السكن، والطاقة تبقى مصدر قلق دائم، حيث يشعر الكثيرون أن دخولهم لم تعد تكفي كما في السابق.

السياسات التجارية والرسوم الجمركية: كثيرون يلقون باللوم على الرسوم الجمركية الجديدة وسياسات التجارة التي يُنظر إليها على أنها ترفع الأسعار بدلًا من خفضها.

فجوة الشعور بالارتياح: حتى لو أظهرت المؤشرات الرسمية بعض التراجع في معدلات التضخم، فإن الناس غالبًا لا يشعرون بتأثير هذا التراجع في حياتهم اليومية.

الانقسام الحزبي واختلاف وجهات النظر

المؤيدون والجمهوريون يميلون أكثر إلى تصديق ادعاء ترامب بأن التضخم تحت السيطرة أو في تحسن. بالنسبة لهم، السياسات مثل الرسوم الجمركية أو إعادة تشكيل الاتفاقات التجارية قد تبدو إيجابية.

المعارضون والديمقراطيون ينظرون إلى هذه الادعاءات بقدر كبير من الشك. فهم غالبًا يعزون أي تحسن إلى عوامل خارجية، مثل سلاسل الإمداد العالمية، إجراءات الاحتياطي الفيدرالي، أو تقلبات أسعار السلع عالميًا.

اللافت أن بعض الجمهوريين أيضًا يبدون قلقًا؛ إذ لا يربط الجميع بين الولاء الحزبي والإحساس الحقيقي بتكاليف المعيشة.

البيانات الاقتصادية مقابل التصور الشعبي

المؤشرات الرسمية مثل مؤشر أسعار المستهلك (CPI) أو التضخم الأساسي أظهرت بعض التراجع خلال الأشهر الماضية.

لكن تصور الناس يتأخر عادة عن الأرقام. الأسعار التي تبقى مرتفعة لفترة طويلة، خصوصًا للسلع الأساسية، تجعل الناس يشعرون أن التضخم لم ينته بعد حتى لو تحسّنت الأرقام.

هذه الفجوة بين الواقع الاقتصادي الكلي والشعور اليومي هي ما يغذي الشكوك.

التداعيات السياسية

التضخم يبقى نقطة ضعف أساسية لترامب، خصوصًا لدى الناخبين المتأرجحين والمستقلين الأكثر تأثرًا بتكاليف المعيشة.

معدلات القبول مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمزاج الناس الاقتصادي. إذا شعروا أن وعود السيطرة على التضخم لم تتحقق، فقد تنعكس على الدعم السياسي.

الادعاء بأن التضخم “تم حله” قد ينقلب إلى سلبية إذا اعتُبر مبالغًا فيه أو بعيدًا عن معاناة الناس اليومية، ما قد يضعف المصداقية.

ما الذي يجب متابعته مستقبلًا؟

تقارير التضخم القادمة (CPI، PPI) لمعرفة إن كان التراجع سيستمر أم لا.

مؤشرات ثقة المستهلك أي كيف يشعر الناس حيال الأسعار وليس فقط ما تُظهره الأرقام.

اتجاهات أسعار الأساسيات مثل الغذاء والطاقة والسكن، إذ تبقى الأكثر تأثيرًا على الرأي العام.

أي سياسات جديدة قد يعتمدها ترامب لتخفيف التكاليف، مثل تخفيف الرسوم الجمركية أو تقديم إعفاءات ضريبية.

الخلاصة

على الرغم من أن بعض المؤشرات الاقتصادية تُظهر تحسنًا محدودًا، إلا أن معظم الأمريكيين ما زالوا متشككين في أن التضخم قد “تم حله.” فالموافقة على الأداء الاقتصادي لترامب متوسطة إلى ضعيفة، والرفض لطريقة تعامله مع التضخم أكبر بكثير.

الرسالة الأساسية التي يتبناها الناس بسيطة: ما يهم ليس الأرقام الرسمية بقدر ما هو الأثر المباشر على حياتهم اليومية. انخفاض فاتورة الطاقة، تراجع أسعار المواد الغذائية، واستقرار الإيجارات هي ما سيقنعهم فعلًا بأن التضخم قد انتهى.

حتى ذلك الحين، تبقى المزاجات العامة مزيجًا من التفاؤل الحذر والضغط المستمر. المستقبل سيكشف إن كانت السياسات ستترجم إلى نتائج ملموسة أم أن الشكوك ستتعمق أكثر.

تم نسخ الرابط