مؤشر EGX30 في مصر يسجل مستوى قياسيًا جديدًا بدعم من قوة البنوك واستثمارات الخليج
مؤشر EGX30 في مصر يسجل مستوى قياسيًا جديدًا بدعم من قوة البنوك واستثمارات الخليج
شهدت البورصة المصرية بداية أسبوع قوية، حيث قفز مؤشر EGX30 القيادي بنحو 2.2٪ ليغلق عند مستوى قياسي جديد، في جلسة اتسمت بالتفاؤل وعمليات شراء واسعة النطاق. ووفقًا لبيانات، قادت البنوك موجة الصعود وعلى رأسها البنك التجاري الدولي (CIB) الذي ارتفع بنحو 2.3٪، إلى جانب أداء قوي من أسهم العقارات والخدمات المالية.
هذا الصعود يعكس حالة زخم استثماري متجدد في السوق المصرية، مدفوعًا بآمال حول تدفق المزيد من رؤوس الأموال الخليجية، بعد توقيع اتفاق استراتيجي ضخم بين مصر وقطر لتطوير مشروعات عقارية بقيمة إجمالية تقدر بنحو 29.7 مليار دولار. الاتفاق، الذي يهدف إلى تنمية الساحل المتوسطي ومناطق استراتيجية أخرى، أعاد الثقة للمستثمرين في قدرة مصر على استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة وتعزيز سيولة النقد الأجنبي.
زخم البنوك يقود السوق إلى قمم جديدة
لطالما شكل قطاع البنوك عمود الاستقرار في السوق المصرية، واليوم يعود مجددًا ليقود موجة الصعود. فقد استفاد المستثمرون من مؤشرات على تحسن التدفقات الأجنبية واستقرار أسعار الصرف، إلى جانب توقعات بمزيد من الانفتاح في تمويل المشاريع الكبرى.
ويعد البنك التجاري الدولي أحد أبرز المستفيدين من هذا التحسن، إذ يُنظر إليه باعتباره مرآة لأداء الاقتصاد المصري. كما أن أرباح القطاع البنكي خلال العام الجاري أظهرت قدرة قوية على امتصاص الصدمات، مدعومة بزيادة العوائد على الأصول وتحسن مستويات رأس المال.
أما على صعيد الأسهم العقارية، فقد استفادت الشركات من حالة التفاؤل المرتبطة بالاتفاق المصري–القطري، والذي يتضمن تطوير مشروعات كبرى على الساحل الشمالي بتمويل خليجي مباشر، ما يعزز النشاط في سوق الأراضي والإنشاءات.
الاستثمار الخليجي: دعم مالي ومعنوي
تُعد عودة الاستثمارات الخليجية ركيزة أساسية في إعادة بناء الثقة بالسوق المصرية. فبعد فترات من التباطؤ، يأتي هذا الاتفاق كإشارة على تجدد الرغبة الإقليمية في دعم الاقتصاد المصري، خصوصًا في قطاعات البنية التحتية والعقارات والطاقة.
وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق مع قطر سيساهم في ضخ سيولة دولارية تدريجيًا داخل السوق، ما يخفف الضغوط على الاحتياطيات الأجنبية ويساعد في استقرار العملة المحلية. كما أنه يفتح الباب أمام المزيد من الشراكات بين القاهرة ودول الخليج، في ظل تزايد الاهتمام بالمشروعات طويلة الأجل ذات العوائد المستقرة.
المخاطر والتحديات: التنفيذ والمصداقية
ورغم الأجواء الإيجابية، فإن المخاطر لا تزال قائمة. فنجاح هذه المشاريع الضخمة يعتمد على قدرة الحكومة على التنفيذ الفعلي وفق الجداول الزمنية المعلنة، إلى جانب الالتزام الكامل بالشروط المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، الذي يراقب عن كثب مؤشرات الأداء والإصلاح المالي.