الأسهم السعودية تتراجع مع ضعف أسعار النفط وتداول سهم STC دون توزيعات الأرباح
تحول نحو الأسهم الدفاعية والموزعة للأرباح
في ظل هذه الظروف، يتجه مديرو المحافظ الاستثمارية نحو القطاعات الدفاعية مثل المرافق العامة والبنوك ذات القاعدة التمويلية القوية، إلى جانب الشركات التي توفر توزيعات أرباح مستقرة. فالدخل الدوري الثابت أصبح أكثر جاذبية من رهانات النمو المرتفع، وهو توجه ينسجم مع سلوك المستثمرين عالميًا في فترات عدم اليقين.
ويُعد استقرار توزيعات الأرباح من أبرز أولويات المستثمرين الأفراد في المملكة. ومع تداول سهم STC دون أحقية الأرباح، كان من المتوقع أن يتعرض لضغط مؤقت، غير أن أساسيات الشركة طويلة الأمد ما زالت قوية، كما يظل قطاع الاتصالات أحد الركائز الأساسية في استراتيجية التحول الرقمي ضمن رؤية السعودية 2030.
كما بدأت بعض البنوك الكبرى تجذب اهتمام المستثمرين مجددًا؛ فحتى مع تباطؤ نمو الإقراض، تتمتع البنوك السعودية بمستويات رأسمالية مرتفعة ومخصصات احترازية قوية، وهي صفات تزيد من جاذبيتها في ظل تشديد السيولة العالمية.
الصورة الأكبر: الإصلاحات والاستقرار
على الرغم من التراجع الأخير في السوق، فإن النظرة المتوسطة الأجل تبقى إيجابية. فعملية التنويع الاقتصادي التي تقودها رؤية 2030 مستمرة في جذب الاستثمارات الإقليمية والدولية. مشاريع البنية التحتية والسياحة والطاقة المتجددة تتقدم بوتيرة ثابتة، ما يخلق فرصًا استثمارية متعددة تتجاوز قطاع النفط.
ومع ذلك، تبقى المعنويات قصيرة الأجل مرتبطة أكثر بأسعار النفط وبشهية المخاطر العالمية. لذا يتوقع أن يتسم سلوك المستثمرين بالتريث والانتقائية، بينما يركز المستثمرون الاستراتيجيون على اقتناص الفرص خلال فترات التراجع.
ما الذي ينتظره المستثمرون؟
يتابع المتعاملون في السوق عاملين رئيسيين خلال الفترة القادمة:
توجيهات أوبك+ بشأن الإمدادات:
أي تعديل في أهداف الإنتاج قد يغير مزاج السوق بسرعة، خصوصًا إذا أبدى التحالف استعدادًا لخفض المعروض في ظل ضعف الأسعار.
نتائج الشركات القيادية السعودية:
بيانات الأرباح المرتقبة من البنوك الكبرى وشركات الطاقة والاستهلاك ستحدد نغمة التداول لبقية العام، مع تركيز خاص على استقرار الهوامش وتوضيح سياسة التوزيعات.
ومع بقاء المشهد العالمي متقلبًا، يُتوقع أن يواصل السوق السعودي فترة تماسك صحي بدلاً من تصحيح حاد. وللمستثمرين على المدى الطويل، قد تمثل هذه المرحلة فرصة لاقتناء الشركات ذات الأساسيات القوية والعوائد المستدامة والمستفيدة من مسار التحول الاقتصادي في المملكة.
باختصار، يعكس تراجع السوق الأخير حالة من الحذر الطبيعي، لكنه في الوقت نفسه يُبرز نضوج السوق السعودي الذي بات يوازن بين المخاطر والعوائد، ويُظهر ميلًا متزايدًا نحو الاستقرار والعائد المنتظم على حساب المضاربات قصيرة الأجل. وبين تقلبات النفط وتغير المعنويات العالمية، سيبقى التركيز على القطاعات الدفاعية، والانضباط المالي، واستمرارية الإصلاحات الاقتصادية التي تشكل جوهر قصة النمو السعودية الحديثة.