الأسهم السعودية تتراجع مع ضعف أسعار النفط وتداول سهم STC دون توزيعات الأرباح
الأسهم السعودية تتراجع مع ضعف أسعار النفط وتداول سهم STC دون توزيعات الأرباح
بدأ السوق السعودي أسبوعه بنغمة حذرة، حيث أغلق المؤشر العام للسوق المالية السعودية (تاسي) منخفضًا بنحو 0.5٪ يوم الأحد، وسط خلفية ضعيفة لأسعار النفط ونتائج مالية محلية متباينة. ووفقًا لوكالة رويترز، كانت من بين أبرز الأسهم المتراجعة أرامكو السعودية التي انخفضت بنحو 0.5٪، وشركة الاتصالات السعودية (STC) التي تم تداولها دون أحقية توزيعات الأرباح. كما سجل سهم شركة أم القرى للأسمنت واحدًا من أكبر التراجعات اليومية بانخفاض يقارب 4.6٪.
ورغم أن التراجع كان طفيفًا، إلا أنه يعكس نمطًا من التداولات الهادئة التي تشهدها أسواق الخليج في الآونة الأخيرة. ومع استمرار تذبذب المعنويات العالمية وبقاء أسعار النفط دون مستويات المقاومة الرئيسية، يبدو أن المستثمرين يفضلون الأسهم الدفاعية والموزعة للأرباح على حساب أسهم النمو ذات المخاطر العالية.
ضعف أسعار النفط وتباين النتائج المحلية في دائرة الضوء
لا يزال النفط يشكل شريان الحياة للاقتصاد السعودي، وأي ضعف في أسعاره ينعكس مباشرة على أداء الأسهم المحلية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تراجعت أسعار خام برنت وغرب تكساس بشكل طفيف وسط مخاوف مستمرة بشأن تباطؤ الطلب والنمو العالمي. هذا التراجع في أسعار النفط يؤثر على توقعات الأرباح للشركات السعودية العاملة في قطاعات الطاقة والصناعة، كما يحد من التفاؤل المالي المرتبط بإنفاق الدولة والمشاريع الكبرى.
في الوقت ذاته، جاءت نتائج الشركات المحلية متباينة؛ فبينما أظهرت بعض البنوك والمرافق استقرارًا نسبيًا، واجهت شركات الصناعات المتوسطة والقطاعات الاستهلاكية ضغوطًا على هوامش الأرباح. هذا التباين يدفع المحللين إلى إعادة تقييم توقعاتهم، خصوصًا أن الأسهم الحساسة للسيولة قد تواجه ضغوطًا إضافية مع ضعف المعنويات وتراجع التدفقات الأجنبية.
المخاطر التي تلوح في الأفق
لا يزال المشهد العام للأسهم السعودية متوازنًا بحذر، مع وجود ثلاثة مخاطر رئيسية قد تؤثر على الأداء في المدى القريب:
استمرار ضعف أسعار النفط:
في حال بقيت الأسعار دون التعافي أو انخفضت أكثر، فقد يتأثر الإنفاق المالي والتفاؤل العام، لا سيما في القطاعات الدورية مثل البتروكيماويات والصناعات الثقيلة.
تخفيضات في توقعات الأرباح:
مع قيام المحللين بتحديث توقعاتهم لعام 2025، فإن أي مراجعات سلبية قد تضغط على التقييمات، خصوصًا للشركات التي تسعر مسبقًا على أساس تفاؤلي قوي.
تزايد النفور من المخاطر عالميًا:
في ظل استمرار البنوك المركزية الكبرى في موازنة النمو والتضخم، قد يؤدي أي هبوط حاد في الأسواق العالمية أو ارتفاع مفاجئ في العوائد إلى خروج السيولة من الأسواق الناشئة، بما في ذلك السعودية.
هذه العوامل مجتمعة تشير إلى أن المؤشر قد يبقى في مرحلة تماسك خلال الأسابيع المقبلة بدلاً من تحقيق ارتفاعات قوية.