الأسواق الأوروبية تتراجع مع تباين نتائج الأرباح وتوقف البنك المركزي الأوروبي عن خفض الفائدة
الأسواق الأوروبية تتراجع مع تباين نتائج الأرباح وتوقف البنك المركزي الأوروبي عن خفض الفائدة
شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا طفيفًا في آخر أيام أكتوبر، حيث أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضًا بنحو 0.5% في جلسة 31 أكتوبر، وسط مزيج من نتائج أرباح متفاوتة وقرار البنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي عند 2.0%.
ورغم أن بعض البنوك الأوروبية مثل إرسته ودانسكي بنك حققت مكاسب محدودة، فإن أسهم أخرى مثل شركة سكور للتأمين تراجعت بأكثر من 5.4%، في إشارة إلى حالة التباين التي تسود القطاع المالي في القارة. ومع تزايد إشارات التباطؤ الاقتصادي، بدت الأسواق حذرة في تقييمها لاحتمالات خفض الفائدة في الأشهر المقبلة.
تراجع التضخم يقلل الحاجة إلى خفض جديد للفائدة
أظهرت بيانات أكتوبر أن معدل التضخم في منطقة اليورو اقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، ما قلل من الضغوط على صانعي السياسة النقدية للإسراع في خفض أسعار الفائدة. ويُنظر إلى هذا التباطؤ في التضخم على أنه دليل على نجاح دورة التشديد النقدي السابقة، لكنه في الوقت نفسه يعكس ضعفًا مستمرًا في الطلب الاستهلاكي والنشاط الصناعي.
ففي حين استقرت الأسعار، ظلت مؤشرات النمو الاقتصادي محدودة، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا، حيث تراجعت مؤشرات مديري المشتريات (PMI) وأظهرت المصانع إشارات انكماش متواصل. هذا التوازن الهش بين التضخم والنمو يجعل قرارات البنك المركزي الأوروبي أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.
نتائج أرباح غير متجانسة تضغط على المعنويات
أدت جودة الأرباح المتفاوتة بين الشركات الأوروبية إلى زيادة حالة الحذر في الأسواق. ففي قطاعات مثل التصنيع والطاقة، جاءت النتائج دون التوقعات، بينما أظهرت بعض شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية أداءً متماسكًا. هذا التباين جعل المستثمرين أكثر ميلاً إلى القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية، التي عادة ما تكون أقل تأثرًا بالتقلبات الاقتصادية.
ويرى محللون أن الاقتصاد الأوروبي يدخل مرحلة تباطؤ معتدل، مدفوعًا بتراجع الطلب الخارجي وضعف الصادرات، خاصة إلى الصين. ومع تراجع أسعار الطاقة واستقرار اليورو، تظل فرص الانتعاش قائمة، لكنها تحتاج إلى تحفيز مالي أو إصلاحات هيكلية لدعم الطلب المحلي.
المخاطر والتحديات: بين التجارة والنمو
رغم الهدوء النسبي في الأسواق، فإن مخاطر التباطؤ الاقتصادي الأوروبي تظل حاضرة بقوة. فالنمو الضعيف في بعض الاقتصادات الكبرى يمكن أن يؤدي إلى خفض تصنيفات الأرباح خلال الربع الرابع. كما أن تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول الرسوم والسياسات الصناعية قد يضيف ضغوطًا جديدة على المصدرين الأوروبيين.