أوروبا ترتفع تدريجياً: مؤشر فوتسي يسجل مستوى قياسي مع صدور نتائج الأرباح وترقب الفيدرالي
أوروبا ترتفع تدريجياً: مؤشر "فوتسي" يسجل مستوى قياسي مع صدور نتائج الأرباح وترقب الفيدرالي
افتتحت الأسواق الأوروبية تعاملات اليوم على أداء متباين يميل إلى الإيجابية، حيث ارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.1% إلى 576.41 نقطة، بينما قفز مؤشر "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 0.5% ليسجل مستوى قياسياً جديداً، مدفوعاً بنتائج أرباح قوية من بعض الشركات الكبرى. وأظهرت بيانات "رويترز" أن الأسهم الرابحة تصدرتها مرسيدس (+5.7%)، وجلاكسو سميث كلاين (+2.8%)، وشتراومان (+6.2%)، في حين تراجعت أسهم "أديداس" بعد ضعف المبيعات في أمريكا الشمالية.
هذا الارتفاع الطفيف يأتي في ظل تزايد التفاؤل بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُعلن خفضاً في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الليلة، وهي خطوة يأمل المستثمرون أن تعزز السيولة العالمية وتدعم أصول المخاطرة في الأسواق.
أرباح متباينة لكنها صامدة
النتائج الفصلية للشركات الأوروبية كانت متباينة ولكنها صامدة، وهو ما يشير إلى مرونة الاقتصاد الأوروبي في مواجهة التباطؤ العالمي وارتفاع أسعار الفائدة السابقة. في قطاع السيارات، جاءت نتائج "مرسيدس بنز" أفضل من التوقعات، مدعومة بارتفاع الطلب على الطرازات الفاخرة ومبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا والصين. أما "شتراومان"، الشركة السويسرية المتخصصة في طب الأسنان، فقد سجلت قفزة في الأرباح مع ارتفاع الطلب العالمي على حلول الرعاية الصحية المتقدمة.
في المقابل، واجهت "أديداس" ضغوطاً بسبب ضعف المبيعات في أمريكا الشمالية، ما أثار مخاوف من تباطؤ الطلب الاستهلاكي في الأسواق المتقدمة. ومع ذلك، فإن الصورة العامة لأرباح الشركات الأوروبية تُظهر توازناً مقبولاً بين التحديات والفرص، مما حافظ على نغمة إيجابية محدودة في التداولات.
الأسواق تترقب الفيدرالي الأمريكي
تتجه أنظار المستثمرين الأوروبيين أيضاً إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض الفائدة للمرة الأولى منذ أشهر. التوقعات الحالية تشير إلى خفض بمقدار ربع نقطة مئوية، لكن الأهم سيكون نبرة بيان البنك المركزي الأمريكي وتلميحاته حول المسار المستقبلي للتيسير النقدي.
إذا أبدى "جيروم باول" موقفاً حذراً أو أشار إلى أن دورة الخفض ستكون محدودة، فقد يشهد اليورو والجنيه الإسترليني ضغوطاً إضافية أمام الدولار، مما قد يؤثر سلباً على أسهم المصدرين الأوروبيين. في المقابل، فإن أي إشارة إلى توجه أكثر تيسيراً قد تمنح الأسواق دفعة قوية وتُبقي شهية المخاطرة مرتفعة.