تقترب شركة إنفيديا من خمسة تريليونات دولار مع ارتفاع العقود الآجلة قبيل نتائج عمالقة التكنولوجيا

ومضة الاقتصادي

ومن جهة أخرى، قد تشكل السياسة النقدية نفسها مصدر ضغط. فأي لهجة متشددة من الفيدرالي أو مؤشرات على بقاء التضخم مرتفعاً يمكن أن تعيد تسعير مسار خفض الفائدة، ما يرفع عوائد السندات الأمريكية ويشدد الأوضاع المالية. وبالنسبة لأسهم النمو التي تتأثر بشدة بمعدلات الخصم، فذلك يمثل عبئاً واضحاً.

ومع ذلك، يرى معظم المحللين أن أطروحة الذكاء الاصطناعي الأساسية ما زالت قوية، حتى لو شهدت الأسواق تقلبات مؤقتة. قد تبدو تقييمات إنفيديا مرتفعة بالمعايير التقليدية، لكنها لم تعد مجرد شركة تصنيع رقائق، بل أصبحت منصة متكاملة تجني الأرباح من كامل منظومة الحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

تداعيات تتجاوز وادي السيليكون

تتجاوز آثار صعود إنفيديا حدود وادي السيليكون، إذ إن طفرة الذكاء الاصطناعي تعيد تشكيل قطاعات بأكملها (من التصنيع والخدمات اللوجستية إلى الرعاية الصحية والتمويل) عبر تسريع الأتمتة والتحليلات التنبؤية والابتكار في المنتجات. ويؤدي الطلب المتزايد على قدرات مراكز البيانات وتقنيات التبريد والرقائق المتخصصة إلى خلق فرص في أسواق أوروبا وآسيا كذلك.

كما تعيد الدول والشركات تقييم استراتيجياتها للبنية التحتية الرقمية. فمراكز البيانات العملاقة تتنافس الآن على موارد الطاقة والتبريد، مما يدفع نحو استثمارات في الطاقة الخضراء وتطوير معماريات رقائق أكثر كفاءة. ومع ازدياد حجم أعمال الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، من المرجح أن تصبح الاستدامة في الحوسبة أحد أبرز محاور الاستثمار القادمة.

ما الذي يجب مراقبته لاحقاً

مع انتظار نتائج أرباح مايكروسوفت، ألفابت، وميتا، ستركز الأسواق على محورين أساسيين:

تحقيق العائد من الذكاء الاصطناعي إلى أي مدى تحقق هذه الشركات إيرادات فعلية من المنتجات والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟

توجيهات الإنفاق الرأسمالي هل ستواصل الشركات زيادة استثماراتها في البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي خلال عام 2025؟

إذا جاءت النتائج قوية والتوجيهات متفائلة، فستتعزز قناعة السوق بأن طفرة الذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها. أما إذا خيبت التوقعات، فقد نشهد إعادة تقييم سريعة لقيم شركات التكنولوجيا الكبرى.

حالياً، ما زال التفاؤل مسيطراً. فاقتراب إنفيديا من حاجز الخمسة تريليونات دولار لا يمثل مجرد قصة نجاح لشركة واحدة، بل يعكس ثقة السوق في تحول تكنولوجي يعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي. وكما قال أحد الاستراتيجيين:

“الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد اتجاه استثماري، بل هو الثورة الصناعية الجديدة — تُسعَّر لحظياً في الأسواق.”

ويبقى السؤال: هل ستستمر هذه الثورة في الزخم ذاته؟ الإجابة ستتضح قريباً بعد نتائج الأرباح واجتماع الفيدرالي، حيث سيحدد أداء الشركات والسياسة النقدية معاً إن كان دوران عجلة الذكاء الاصطناعي سيستمر دون توقف أم سيلتقط أنفاسه مؤقتاً.

تم نسخ الرابط