تقترب شركة إنفيديا من خمسة تريليونات دولار مع ارتفاع العقود الآجلة قبيل نتائج عمالقة التكنولوجيا

ومضة الاقتصادي

تقترب شركة "إنفيديا" من خمسة تريليونات دولار مع ارتفاع العقود الآجلة قبيل نتائج عمالقة التكنولوجيا

بدأت الأسواق العالمية اليوم بنغمة تفاؤلية حذرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مع استعداد المستثمرين لاختبار حقيقي للثقة: نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى. وتتركز الأضواء مرة أخرى على شركة إنفيديا (Nvidia)، التي يقترب تقييمها السوقي من خمسة تريليونات دولار، ما يعزز مكانتها كقائد رئيسي في دورة الاستثمار المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

ووفقاً لبيانات، فقد ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنحو 0.2%، بينما صعدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بحوالي 0.3% في التداولات المبكرة. ويعكس هذا الارتفاع ليس فقط التوقعات بتحقيق نتائج مالية قوية من قبل عمالقة التكنولوجيا، بل أيضاً القناعة المتزايدة بأن الذكاء الاصطناعي لا يزال المحرك الرئيسي لنمو الأسهم. وحدها إنفيديا أضافت مئات المليارات إلى قيمتها السوقية خلال الأشهر الماضية، بفضل شرائحها الإلكترونية التي تغذي مراكز البيانات وأنظمة الحوسبة السحابية والشبكات العصبية التي تقوم عليها ثورة الذكاء الاصطناعي.

العجلة الدافعة للذكاء الاصطناعي مستمرة

يكمن جوهر هذا الارتفاع في توقعات استمرار دورة الإيرادات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. فالمستثمرون يتمركزون الآن قبل إعلان نتائج أرباح مايكروسوفت، ألفابت، وميتا، وجميعها شركات استثمرت مليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ويتوقع المحللون ليس فقط تحقيق نمو قوي في الإيرادات، بل أيضاً توجيهات إيجابية حول الإنفاق الرأسمالي (Capex) على منظومات الذكاء الاصطناعي من حيث العتاد والبرمجيات.

ولا يقتصر الحماس حول إنفيديا على نتائجها فحسب، بل يشمل منظومة كاملة من الشركات التي تشكل سلسلة التوريد للذكاء الاصطناعي من مصممي الرقائق ومصانع أشباه الموصلات إلى مزودي حلول التبريد ومراكز البيانات العملاقة. جميع هذه الشركات تستفيد من دورة استثمارية غير مسبوقة، إذ تتسابق المؤسسات لبناء قدرة حوسبية هائلة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأدوات الأتمتة، والتحليلات المتقدمة.

تموضع الأسواق قبيل قرار الفيدرالي

تتزامن هذه التحركات مع ترقب المستثمرين لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المنتظر الليلة. ويتوقع السوق على نطاق واسع أن يقوم البنك بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن نبرة البيان المرافق ومؤتمر رئيس الفيدرالي جيروم باول ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق المقبلة.

فإذا جاء الخطاب ميالاً إلى التيسير النقدي وأظهر ارتياحاً لمسار التضخم الهابط، فقد يدعم ذلك شهية المخاطرة في الأسهم والأصول الرقمية على حد سواء. أما إذا تبنى باول نبرة حذرة أو لمح إلى بطء وتيرة التيسير، فقد تتعرض الأسواق لتصحيح. حينها، قد تشهد الأسهم ذات القيم المرتفعة خصوصاً في قطاع التكنولوجيا ضغوطاً نتيجة انكماش مضاعفات الربحية، لا سيما إذا جاءت التوجيهات المستقبلية دون التوقعات.

مخاطر التفاؤل المفرط

رغم موجة الحماس، لا يعتقد الجميع أن الزخم الحالي قابل للاستمرار. الخطر الأكبر في الأمد القصير يتمثل في انعكاس ما بعد إعلان الأرباح إذا فشلت شركات التكنولوجيا الكبرى في تلبية توقعات السوق العالية. فقد تم تسعير الكثير من التفاؤل بالفعل، وأي تراجع طفيف في الأداء أو في التوجيهات المستقبلية قد يؤدي إلى عمليات جني أرباح حادة.

تم نسخ الرابط