نمو أرباح الربع الثالث 2025 لمؤشر S&P 500 يبلغ 8.5% — لكن الشركات الأخرى لا تتجاوز ~6.7%
تلوح أيضًا مخاطر تقلص هوامش الربح، مع ارتفاع تكاليف الأجور والنقل والطاقة. فبينما تستطيع الشركات العملاقة امتصاص هذه الضغوط بفضل قوتها التسعيرية وقدرتها على تنويع سلاسل التوريد، قد تجد الشركات الصغيرة والمتوسطة نفسها في موقف صعب. وإذا عادت ضغوط التضخم أو اختناقات الإمداد للواجهة، فإن أرباحها قد تتآكل سريعًا.
إضافة إلى ذلك، هناك مخاطر التوقعات المستقبلية. إذ تميل الأسواق إلى المبالغة في تقدير النمو المستقبلي استنادًا إلى أداء قصير الأجل. وإذا بدأت الشركات في خفض توجيهاتها المستقبلية خلال الأشهر المقبلة، فقد تواجه التقييمات السوقية ضغوطًا هبوطية جديدة.
ما الذي يعنيه ذلك للشركات والمستثمرين
بالنسبة للشركات، تعكس هذه الديناميكيات بيئة تنافسية من نوع “الرابح يأخذ الحصة الأكبر”. فالمؤسسات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي والكفاءة التشغيلية ستواصل التقدم، في حين قد تتخلف الأخرى التي تكتفي بالأساليب التقليدية في خفض التكاليف. ومن منظور مديري المنتجات، ينبغي أن تتركز الاستثمارات على مجالات محددة تحقق عائدًا ملموسًا بدلًا من تبني مشاريع شاملة تفتقر إلى وضوح الأثر.
أما بالنسبة للمستثمرين، فالعبرة الأساسية هي أن اتساع قاعدة النمو أمر حاسم. إذ إن الاعتماد المفرط على عدد قليل من الأسهم الضخمة يزيد من مخاطر التركّز. وإذا تعثرت إحدى الشركات الرائدة، قد تتأثر المؤشرات بأكملها. لذلك، قد يكون التنويع نحو الأسهم المتوسطة والصغيرة خيارًا أكثر أمانًا وربما أكثر ربحية إذا ما توسّع النمو في الفصول المقبلة.
وفي ما يتعلق بالشركات غير التقنية، فإن التحدي أصبح مصيريًا: إما التكيف أو التخلف. لذا بدأت العديد من هذه الشركات بالفعل في دراسة عمليات الاندماج والاستحواذ، والشراكات الاستراتيجية، والتحول الرقمي كوسائل لتقليص الفجوة مع نظيراتها المتقدمة تكنولوجيًا.
مؤشرات تستحق المتابعة في الربع الرابع وما بعده
ستحدد الأشهر المقبلة ما إذا كان هذا التعافي سيتسع نطاقه أم سيتراجع. ومن أبرز المؤشرات التي يجب متابعتها:
نمو أرباح الشركات المتوسطة والصغيرة: فارتفاعها سيشير إلى انتعاش أكثر توازنًا واستدامة.
تعديلات التوجيه المستقبلي للشركات: نبرة تصريحات المديرين التنفيذيين ستكشف إن كانت الثقة ما زالت قائمة أم بدأت تتراجع.
اتجاهات تكاليف الإنتاج والأجور: أي ارتفاع جديد قد يهدد الهوامش.
إشارات حول الأتمتة والإنتاجية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي: إذ تكشف التقارير عن مدى تحقيق الشركات لتحسينات ملموسة في الكفاءة.
الصورة الأكبر
في النهاية، تحكي نتائج الربع الثالث من عام 2025 قصتين متوازيتين. الأولى عن شركات أمريكية لا تزال قادرة على تحقيق الأرباح رغم الصعوبات، والثانية عن ضيق قاعدة هذا النمو واعتماده على قلة من القادة الصناعيين.
قد تبدو الأرقام الإجمالية مطمئنة، لكن القراءة العميقة تُظهر هشاشة كامنة. فحتى يثبت النمو استدامته، يجب أن يمتد إلى ما هو أبعد من عمالقة التكنولوجيا والصناعة. وإلى أن يحدث ذلك، يبقى نمو أرباح S&P 500 بنسبة 8.5% خبرًا إيجابيًا، لكنه ليس بالضرورة دليلًا على قوة اقتصادية شاملة.