أداء قوي للشركات الأميركية الكبرى في الربع الثالث من عام 2025 مع تفوق 87% من شركات S&P 500 على تقديرات الأرباح

ومضة الاقتصادي

أداء قوي للشركات الأميركية الكبرى في الربع الثالث من عام 2025 مع تفوق 87% من شركات S&P 500 على تقديرات الأرباح

شهد الربع الثالث من عام 2025 عرضًا قويًا للقدرة على الصمود من قبل الشركات الأميركية الكبرى. ففي موسم أرباح كان محاطًا بالقلق جراء التباطؤ العالمي والضبابية الاقتصادية، تمكنت الشركات من تحقيق نتائج فاقت كل التوقعات. ووفقًا لأحدث البيانات، فقد تفوقت 87% من شركات مؤشر S&P 500 على تقديرات الأرباح لكل سهم (EPS)، بينما تجاوزت 83% من الشركات توقعات الإيرادات.

هذا الأداء الواسع عزز ثقة المستثمرين من جديد، وأكد أن الأسس الجوهرية للشركات الأميركية لا تزال قوية ومتينة، مما يدل على أن أكبر اقتصاد في العالم يواصل إظهار قدرته المذهلة على التكيّف مع التغيرات الاقتصادية العالمية.

فصل مليء بالمفاجآت وقوة في الأساسيات

اللافت في نتائج هذا الربع هو اتساع نطاق التفوق في الأداء بين مختلف القطاعات. فمن عمالقة التكنولوجيا الذين استفادوا من التحول نحو الذكاء الاصطناعي، إلى الشركات الصناعية التي انتعشت مع تحسن سلاسل الإمداد، جاءت النتائج إيجابية على نطاق واسع.

وكان المحللون قد توقعوا نموًا محدودًا في الأرباح، إلا أن الأرقام أثبتت عكس ذلك، إذ بلغ معدل نمو الأرباح السنوي المركب نحو 9.2% في المتوسط عبر شركات المؤشر.
ولعل آخر مرة تجاوزت فيها الشركات هذا المستوى من التفوق كانت خلال فترة التعافي بعد الجائحة، لكن هذه المرة جاء النمو نتيجة تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف والاستثمار الذكي في التحول الرقمي.

لقد أظهرت الشركات أن الابتكار والإنتاجية يسيران جنبًا إلى جنب. فخلال العامين الماضيين، أعادت العديد من المؤسسات تنظيم عملياتها، وركزت على الأتمتة والتقنيات الحديثة لتقليل النفقات دون الإضرار بالإنتاج. وقد انعكس ذلك مباشرة على هوامش الأرباح، خصوصًا في قطاعات مثل التصنيع والخدمات اللوجستية.

تفاؤل متجدد بين المستثمرين

كانت الانعكاسات على الأسواق سريعة وواضحة، إذ قوبلت موجة الأرباح الإيجابية بتفاؤل كبير، وارتفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية لتقترب من مستويات قياسية جديدة. ويرى المحللون أن هذا الأداء القوي قد يعيد تشكيل المزاج الاستثماري لبقية عام 2025، خصوصًا إذا حافظ الاحتياطي الفيدرالي على سياسته النقدية الحذرة.

بالنسبة للمستثمرين، يمثل هذا الأداء دليلاً على صلابة الشركات الأميركية واستقرارها المالي. فعلى الرغم من استمرار التحديات العالمية (مثل ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد الصيني والتوترات الجيوسياسية) إلا أن الشركات الأميركية أثبتت أنها قادرة على التكيف والتوسع في بيئة اقتصادية صعبة.

تم نسخ الرابط