أسعار الذهب القياسية تدفع الهنود للتحوّل من المجوهرات إلى السبائك والعملات خلال موسم الأعياد

ومضة الاقتصادي

أسعار الذهب القياسية تدفع الهنود للتحوّل من المجوهرات إلى السبائك والعملات خلال موسم الأعياد

شهدت الهند في موسم احتفالات "دهانتيراس" الأخير تحوّلًا لافتًا في سلوك المستهلكين تجاه الذهب، حيث فضّل كثيرون الاستثمار في العملات والسبائك بدلاً من شراء المجوهرات التقليدية، وذلك نتيجة الارتفاع القياسي في أسعار الذهب التي تجاوزت 132,294 روبية لكل 10 غرامات – بزيادة تفوق 60% مقارنة بالعام الماضي. ورغم تراجع حجم المبيعات بنحو 10 إلى 15%، فإن قيمة المبيعات الإجمالية ارتفعت بفعل الأسعار المرتفعة، بحسب بيانات رويترز.

تحوّل في العادات الاستثمارية

لطالما كان شراء الذهب في الهند يحمل طابعًا مزدوجًا، فهو زينة ومصدر ادخار في الوقت ذاته. لكن مع القفزة الحادة في الأسعار، تغيّر ميزان المعادلة. فقد دفعت تكاليف التصنيع العالية التي تتراوح بين 10% و20% من سعر القطعة كثيرًا من المشترين إلى الابتعاد عن المجوهرات والاتجاه نحو السبائك أو العملات الذهبية التي تُعد خيارًا أوفر من حيث الكلفة.

هذا التحول يعكس تنامي الوعي الاستثماري لدى المستهلكين الهنود، إذ باتت الملكية المادية للذهب كأصل استثماري أكثر جذبًا من اقتنائه كزينة. وفي المقابل، ارتفع الإقبال على الفضة كبديل اقتصادي، حيث يُنظر إليها الآن كملاذ آمن في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الذهب.

العوامل الاقتصادية وراء التغيّر

لا يمكن فصل هذا التحول عن المشهد الاقتصادي العالمي الأوسع. فقد أدت الضغوط التضخمية العالمية إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة، فيما ساهمت الاضطرابات الجيوسياسية وتذبذب أسعار العملات في تعزيز مكانة الذهب كملاذ موثوق لحماية الثروات. وبالنسبة للمستهلك الهندي، فإن الجمع بين التضخم المحلي وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا جعل شراء المجوهرات الترفيهية أقل أولوية من الاستثمار في أصول مضمونة القيمة.

كذلك، يُعد موسم الأعياد في الهند تقليديًا فترة انتعاش لمبيعات الذهب، لكن الارتفاع السريع في الأسعار جعل الكثيرين يتجهون إلى شراء كميات أصغر أو أشكال بديلة من الذهب، ما أدى إلى انكماش الطلب الحقيقي على المجوهرات رغم بقاء القيمة الإجمالية للمبيعات مرتفعة.

انعكاسات على صناعة المجوهرات

تواجه صناعة المجوهرات الهندية، التي تعتمد على الحِرف اليدوية والتصميمات التقليدية، تحديات غير مسبوقة. فمع تراجع الطلب على القطع الفاخرة، يجد العديد من الحرفيين وأصحاب المتاجر صعوبة في الحفاظ على هوامش الربح. وقد يؤدي استمرار الأسعار المرتفعة إلى تراجع طويل الأمد في الإنتاج المحلي أو إلى تحول نحو تصميمات أقل كلفة لتلبية تفضيلات المستهلكين الجديدة.

تم نسخ الرابط