تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين يهز الأسواق بعد تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 100%
تصعيد تجاري بين واشنطن وبكين يهز الأسواق بعد تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 100%
في أواخر أكتوبر 2025، شهدت الأسواق العالمية حالة من الاضطراب الشديد عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات البرمجيات الصينية “الحيوية”، بدءًا من الأول من نوفمبر. هذه الخطوة المفاجئة أحدثت صدمة عنيفة في أسواق الأسهم والعملات المشفرة والأصول عالية المخاطر، إذ بلغت قيمة المراكز التي تمت تصفيتها في سوق العملات الرقمية وحدها أكثر من 19 مليار دولار خلال يوم واحد.
ما بدأ كإعلان سياسي تحوّل سريعًا إلى حدث مالي عالمي، كشف مدى هشاشة الأسواق أمام المخاطر الجيوسياسية، وأثار تساؤلات جادة حول متانة ثقة المستثمرين في بيئة ما بعد الجائحة.
ما وراء التصعيد
تصعيد جيوسياسي في ثوب اقتصادي
يمثل تهديد ترامب بتوسيع الرسوم الجمركية إلى قطاع البرمجيات خطوة جديدة في استخدام السياسة التجارية كأداة ضغط جيوسياسية. فالأمر لا يتعلق بالبضائع فقط، بل يمتد إلى التكنولوجيا والسيطرة على مصادرها. الرسوم على البرمجيات الصينية تفتح بابًا جديدًا للمنافسة بين القوتين العظميين في مجالات التكنولوجيا والدفاع وسلاسل الإمداد.
هشاشة المزاج الاستثماري
كانت الأسواق تعمل في ظل افتراضٍ نسبي بالاستقرار، لكن تهديد الرسوم المئوية كسر هذا الشعور بالأمان. ومع توالي الأخبار، سارع المستثمرون وصناديق التحوط وأنظمة التداول الآلي إلى إعادة تسعير المخاطر، ما أدى إلى موجات بيع حادة ومتسارعة. وتكشف سرعة الهبوط عن مدى ضيق المساحة التي تفصل الأسواق عن حالة الذعر.
ترابط الأصول: العملات المشفرة والأسهم في مسار واحد
واحدة من أكثر الظواهر اللافتة في هذه الأزمة هي تحرك أسواق الأسهم والعملات المشفرة في الاتجاه نفسه. فبينما كانت العملات الرقمية تُعتبر سابقًا مجالًا منفصلًا، إلا أن الأزمات الكبرى تُظهر تلاحم الأسواق. ومع ارتفاع المديونية في أصول عالية المخاطر، تؤدي عمليات البيع القسري إلى تضخيم الهبوط عبر فئات الأصول المختلفة.
المخاطر والتحديات المقبلة
خطر التصعيد المتبادل
فرض رسوم بنسبة 100% يُعد سابقة قاسية في العلاقات التجارية. وإذا تمادت واشنطن في هذا النهج، فقد ترد بكين بالمثل من خلال إجراءات انتقامية تشمل حظر صادرات أو استهداف شركات أمريكية. مثل هذا السيناريو يمكن أن يمزق سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في قطاعات أشباه الموصلات والتقنيات المتقدمة.
كلفة اقتصادية مرتفعة
الرسوم الجمركية على البرمجيات والمكوّنات التقنية سترفع تكاليف الإنتاج في الشركات الأمريكية، ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتأجيل الاستثمارات. الشركات التي تعتمد على التكنولوجيا الصينية ستواجه ضغوطًا مالية متزايدة، وقد تضطر إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد.