البنوك تتجه لأفضل عام تداول منذ الأزمة المالية العالمية وسط طفرة تقلبات الأسواق
كيف يؤثر ذلك على الشركات والمستثمرين والجمهور؟
بالنسبة للمؤسسات المالية، فإن استمرار التقلبات يعني أن أقسام التداول قد تبقى مصدراً قوياً للأرباح. وهذا قد يدفع بعض البنوك إلى تعزيز فرق التداول أو الاستثمار أكثر في البنية التحتية الخاصة بالمشتقات والتحوّط.
أما المستثمرون، وخاصة الذين يركزون على قطاع البنوك، فقد ينظرون إلى هذه الأرقام كإشارة إيجابية. فالبنوك التي تعتمد بشكل كبير على وحدات التداول قد تكون في موقع جيد لعام 2025، لكن هذا يتطلب من المستثمرين أن يكونوا واعين لحجم المخاطر المرتبطة بالتقلبات.
من جهة أخرى، يمكن لشركات التكنولوجيا المالية (FinTech) المتخصصة في تطوير أدوات التداول أو التحوّط أن تستفيد من هذه البيئة، إذ يتزايد الطلب على منصات متطورة لإدارة المخاطر وتنفيذ صفقات المشتقات.
وعلى مستوى الجمهور، ورغم أن الكثيرين قد لا يتابعون تفاصيل أرباح التداول، فإن تأثيرها قد يظهر في شكل خدمات مصرفية أكثر استقراراً أو استثمارات أكثر تطوراً، حيث تستغل البنوك هوامشها المرتفعة لتعزيز قدراتها.
ما الذي ينبغي مراقبته خلال الفترة المقبلة؟
الأشهر القادمة ستكون حاسمة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأرباح ستستمر في الارتفاع أو إذا كان هذا الصعود مجرد موجة مؤقتة. من بين الأمور المهمة التي يجب مراقبتها:
توجيهات البنوك بشأن إيرادات التداول في الربع الرابع، والتي ستكشف الكثير عن توقعاتها للعام المقبل.
مؤشرات التقلب مثل مؤشر VIX، الذي غالباً ما يستخدم لقياس حالة التوتر أو الاطمئنان في الأسواق.
أحجام التداول في المشتقات عبر البورصات العالمية، باعتبارها مؤشراً مباشراً على النشاط الفعلي.
الإفصاحات الرقابية المتعلقة بإدارة المخاطر وحجم الانكشاف في مراكز التداول.
في المحصلة، تبدو البنوك اليوم في مقدمة المستفيدين من بيئة غير مستقرة لكنها بيئة مليئة بالفرص لمن يعرف كيف يديرها. وبينما يرصد المستثمرون تحركات Nvidia أو بيانات الوظائف الأمريكية، تعمل غرف التداول في البنوك بصمت على تحويل التقلبات إلى أرباح قياسية.