البنوك تتجه لأفضل عام تداول منذ الأزمة المالية العالمية وسط طفرة تقلبات الأسواق
البنوك تتجه لأفضل عام تداول منذ الأزمة المالية العالمية وسط طفرة تقلبات الأسواق
في عالم المال، لا شيء يعادل أهمية التقلبات عندما يتعلق الأمر بعوائد التداول. ومع ارتفاع موجات عدم اليقين في الأسواق العالمية خلال الأشهر الماضية، يبدو أن البنوك الكبرى تستعد لجني ثمار عام استثنائي. فوفقاً للتقديرات، من المتوقع أن تحقّق البنوك حول العالم نحو 259.1 مليار دولار من عوائد التداول في 2025 وهي أعلى مكاسب منذ عام 2009، أي في أعقاب الأزمة المالية العالمية مباشرة.
هذا التحول يأتي في لحظة حساسة تمرّ فيها الأسواق بحالة من الترقب، خاصة مع ضبابية المشهد الاقتصادي وتبدّل السياسات النقدية. ومع ذلك، فإن البنوك تبدو اليوم في موقع قوي لتستفيد من حالة التقلب هذه التي يراها البعض تهديداً ويرى فيها آخرون فرصة ذهبية.
لماذا ترتفع أرباح التداول الآن؟
تعكس الأرقام القوية المتوقعة عدة عوامل تقف خلف صعود أرباح التداول:
ارتفاع مستويات التقلب عبر مختلف فئات الأصول، من العملات والسندات إلى السلع والأسهم.
زيادة نشاط المشتقات، حيث تعمل الشركات والمستثمرون على التحوّط من المخاطر غير المتوقعة.
تنوع الطلب على أدوات التحوّط مع تزايد عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
هذه البيئة سمحت لفرق التداول في البنوك بتحقيق مكاسب كبيرة مستفيدة من التغيرات السريعة في الأسعار، والتي غالباً ما تُعد محركاً رئيسياً للأرباح في هذا القطاع.
التحديات التي قد تعرقل الزخم
لكن الصورة ليست مشرقة بالكامل. فهناك عدة مخاطر قد تعيق استمرار هذه المكاسب:
انخفاض التقلبات بشكل مفاجئ، مما يقلل من فرص التداول ويحدّ من أرباح المشتقات.
ازدياد التدقيق التنظيمي وسط تصاعد الأرباح بشكل قد يُعيد إلى الأذهان الفترة التي سبقت الأزمة المالية.
تحول السياسات النقدية بشكل يؤثر في حركة رؤوس الأموال.
تخشى بعض الجهات الرقابية من أن يؤدي نمو أرباح التداول بهذا الشكل إلى زيادة شهية المخاطرة داخل البنوك، وهو ما قد يعيد فتح نقاشات قديمة حول مدى شفافية مراكز التداول وحجم المخاطر الفعلية التي تتعرض لها المؤسسات المالية.