الأسواق تترقّب نتائج إيرادات إنفيديا وسط تصاعد مخاوف التقييمات

ومضة الاقتصادي

الأسواق تترقّب نتائج إيرادات إنفيديا وسط تصاعد مخاوف التقييمات

في أسواق المال، قلّة من الشركات تحظى بالاهتمام نفسه الذي تحظى به إنفيديا اليوم، أو تمارس تأثيراً واسعاً على المزاج الاستثماري العالمي كما تفعل هي. فخلال العامين الماضيين، تحولت الشركة من قوة متخصّصة في معالجات الرسوميات إلى القلب النابض لازدهار الذكاء الاصطناعي حول العالم. ومع اقتراب إعلان نتائجها بعد إغلاق السوق اليوم، ينتشر شعور نادر من الترقّب والحذر في وول ستريت وآسيا على حد سواء.

شهدت الأسهم الآسيوية هذا الصباح تداولات هادئة، في انعكاس مباشر للتوتر الذي اجتاح الأسواق الأمريكية ليلاً. فقد تراجع مؤشر ناسداك بنحو 1.2%، ليصبح أكثر من 6% دون ذروته الأخيرة. وكان الضغط واضحاً في قطاع التكنولوجيا، خصوصاً الشركات المرتبطة مباشرة بثورة الذكاء الاصطناعي والتي أصبحت أداؤها مرتبطاً إلى حد كبير بأداء إنفيديا. وعندما تتحول شركة واحدة إلى رمز لسردية سوقية كاملة، فإن نتائجها لا تعود مجرد تحديث مالي، بل تصبح بمثابة استفتاء شامل على اتجاه القطاع بأكمله.

سوق يراهن بقوة على الذكاء الاصطناعي

شهد قطاع الذكاء الاصطناعي ارتفاعاً كبيراً خلال العام الماضي، إذ أصبحت رقاقات إنفيديا العمود الفقري للابتكارات في التعلم الآلي، ومراكز البيانات، والروبوتات، والحوسبة المتقدمة. هذا الدور المحوري جعل المستثمرين يتعاملون مع الشركة باعتبارها المؤشر الأهم لصحة القطاع. فإذا واصلت إنفيديا الإشارة إلى قوة الطلب على وحدات المعالجة، يُفهم ذلك على أنه دليل على استمرار تسارع تبنّي الذكاء الاصطناعي.

لكن هذا التفاؤل يأتي مع ثمن. فقد تم تسعير إنفيديا بتقييمات مرتفعة للغاية. هذه التوقعات الضخمة تعني أن الشركة تملك هامش خطأ ضيقاً جداً. فأي تباطؤ طفيف في الإيرادات، أو إشارة إلى ضعف الطلب، أو توقعات مستقبلية أقل قوة قد يكفي لتغيير دفة الرواية التي دفعت هذا القطاع إلى الارتفاع.

من هنا تأتي أهمية نتائج اليوم. بالنسبة للعديد من المستثمرين، إنفيديا ليست مجرد شركة إنها المعيار الذي يُقاس به مدى متانة طفرة الذكاء الاصطناعي.

قلق التقييمات ورالي ضيق النطاق

القلق الذي يحيط بإنفيديا جزء من مخاوف أوسع حول ارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا. فقد أصبحت الأسواق تعتمد بشكل متزايد على مجموعة ضيقة من الشركات التي تقود الجزء الأكبر من المكاسب. هذا التركّز، رغم أنه مربح في موجات الصعود، يتحول إلى خطر عند أول اهتزاز للسوق.

يرى عدد متزايد من مديري الأصول أن موجة الذكاء الاصطناعي قد أصبحت عرضة للتقلب، مستندين إلى منطق بسيط: عندما تتقدم التوقعات على الأساسيات كثيراً، لا بد للواقع أن يلحق بها لاحقاً. ومع تباطؤ بعض المؤشرات العالمية وارتفاع الضبابية الاقتصادية، يبدو المستثمرون مترددين في الرهان على استمرار المسار نفسه بلا انقطاع.

تم نسخ الرابط