المستثمر الأسطوري يحذر: كل شيء تقريبًا مُبالغ في قيمته

ومضة الاقتصادي

المستثمر الأسطوري يحذر: كل شيء تقريبًا مُبالغ في قيمته

في عالمٍ مالي تتحرك فيه الأسواق بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ومع هيمنة موجة الذكاء الاصطناعي على المزاج الاستثماري العالمي، جاءت تصريحات جيفري غوندلاك الرئيس التنفيذي لشركة "دابل لاين" وأحد أبرز أصوات وول ستريت لتصب الماء البارد على سخونة الأصول. فبرأيه، "كل شيء تقريبًا مُبالغ في قيمته": الأسهم، السندات، وحتى بعض فئات الأصول التي كانت تُعد ملاذًا في فترات الاضطراب. إنها رسالة ليست جديدة بالكامل، لكنها تكتسب اليوم أهمية مضاعفة في ظل ارتفاع التقييمات وتزايد علامات الإجهاد في الأسواق الأميركية.

لماذا يرى غوندلاك أن الأصول أصبحت غالية جدًا؟

تستند رؤية غوندلاك إلى ثلاثة محاور رئيسية:

التقييمات المرتفعة للأصول الأميركية
سواء نظرنا إلى مكررات الربحية في أسهم التكنولوجيا، أو عوائد السندات التي لا تعكس بالكامل مخاطر التضخم، فإن معظم الأدوات المالية—برأي غوندلاك—تبدو مسعّرة فوق قيمتها العادلة. فاندفاع المستثمرين نحو أسهم الذكاء الاصطناعي، خاصة الشركات الضخمة التي قادت السوق خلال العامين الأخيرين، رفع الأسعار سريعًا وبشكل لا ينسجم دائمًا مع النمو المستقبلي المضمون.

حالة "الوفرة المضاربية" داخل الأسواق
يشير غوندلاك إلى أن المستثمرين تحركهم موجة تفاؤل جماعية، تُشبه ما شهدناه في فترات ازدهار سابقة انتهت بتراجعات مؤلمة. فالعوائد السريعة في بعض أسهم التكنولوجيا جذبت سيولة ضخمة، ليس فقط من المستثمرين الأفراد، بل ومن مؤسسات تبحث عن "ركوب الموجة" بدل التحليل المتعمق.

ضعف الدولار كعامل يدعم التوجه نحو الأسواق غير الأميركية
يرى غوندلاك أن الدولار قد يواجه ضغوطًا خلال الفترات المقبلة، ما قد يجعل الأصول غير الأميركية أكثر جاذبية. في ظل هذا السيناريو، تصبح الهيمنة التقليدية للسوق الأميركية محل تساؤل.

توصياته: خفّض انكشافك على أميركا

بحسب غوندلاك، ينبغي على المستثمرين ألا يرفعوا تعرضهم للأسهم الأميركية فوق 40% من محافظهم، وألا تتجاوز السندات 25%. هذه توصية جريئة، خاصة أن معظم المحافظ العالمية تعتمد على السوق الأميركية باعتبارها الأكثر استقرارًا وسيولة.

لكن دعوته ليست إلى الهروب بالكامل، بل إلى تنويع جغرافي أوسع. فالعوائد المحتملة في الأسواق الأوروبية أو الآسيوية قد تكون أكثر جاذبية على أساس تقييمات معقولة، كذلك بعض الأصول السلعية مثل الذهب أو السلع الصناعية، التي يمكن أن توفر حماية من التضخم أو تراجع الدولار.

ماذا يحدث لو اتبع المستثمرون هذا النهج؟

إذا بدأت توصيات غوندلاك تكتسب زخمًا بين مديري الأصول الكبار، فقد نشهد:

تحولًا في تدفقات الأموال بعيدًا عن الأسهم الأميركية وقطاع التكنولوجيا تحديدًا.

زيادة في الطلب على الأصول غير الأميركية، مما قد يدفع هذه الأسواق للأعلى.

ضغطًا هابطًا على المؤشرات الأميركية، خاصة تلك ذات الوزن الكبير للشركات التقنية الكبرى.

تم نسخ الرابط