الأسواق العالمية تعمّق خسائرها بسبب اضطرابات قطاع التكنولوجيا وتراجع الرهانات على خفض الفائدة

ومضة الاقتصادي

الأسواق العالمية تعمّق خسائرها بسبب اضطرابات قطاع التكنولوجيا وتراجع الرهانات على خفض الفائدة

هبطت الأسواق العالمية بشكل حاد اليوم مع تصاعد القلق حول قطاع التكنولوجيا وتحوّل التوقعات بشأن السياسة النقدية الأميركية، مما نشر موجة من النفور من المخاطرة عبر القارات. ما بدأ كانسحاب تقوده شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة سرعان ما تحوّل إلى موجة بيع أوسع، دافعةً مؤشرات رئيسية من آسيا إلى وول ستريت نحو المنطقة الحمراء.

سجّل مؤشر ناسداك تراجعًا بنحو 2.3%، وهو أكبر انخفاض بين المؤشرات الأميركية، فيما هبط مؤشر S&P 500 بنحو 1.7%. وتكررت هذه الخسائر خارج الولايات المتحدة، بل تضاعفت في بعض الأسواق؛ إذ تراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 3.8% مسجلاً أحد أسوأ الانخفاضات في المنطقة، بينما انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 1.8% متأثرًا بضعف أسهم أشباه الموصلات والأتمتة. ويبرز هذا التراجع المتزامن مدى ارتباط الأسواق العالمية بمناخ قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة وتوقعات الفيدرالي.

التفاؤل المفرط بالتكنولوجيا يواجه اختبارًا واقعيًا

في قلب عمليات البيع تكمن مشكلة طال الحديث عنها: ارتفاع تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. بعد عام من الاندفاع الكبير نحو أسهم الذكاء الاصطناعي، بدأ التفاؤل الحاد يفقد زخمه. فقد ارتفعت أسهم كبرى شركات التكنولوجيا إلى مستويات بعيدة عن المتوسطات السوقية، مما خلق هشاشة واضحة عندما تتغيّر المعنويات.

تعكس خسائر اليوم هذا الواقع؛ فالمستثمرون أصبحوا أكثر حذرًا من قدرة الشركات على تحقيق النمو المطلوب لتبرير هذه التقييمات المرتفعة. صحيح أنّ التقييمات العالية يمكن تحمّلها في الأسواق الصاعدة، لكنها تصبح عبئًا كبيرًا عندما يزداد عدم اليقين ويضعف الزخم.

غياب البيانات الأميركية وتراجع توقعات خفض الفائدة

محرّك آخر للتقلبات الحالية هو غياب البيانات الاقتصادية الأميركية نتيجة توقف بعض الإصدارات الرسمية بسبب إغلاق حكومي. ومع نقص المؤشرات الاقتصادية، يجد المستثمرون أنفسهم أمام ضبابية عالية، ما يعزز التحركات الحذرة وربما المبالغ فيها.

تم نسخ الرابط