الأسهم العالمية المقيمة بأقل من قيمتها تكتسب الاهتمام مع تضاؤل الفجوة في تقييمات السوق
الأسهم العالمية المقيمة بأقل من قيمتها تكتسب الاهتمام مع تضاؤل الفجوة في تقييمات السوق
في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتراجع شهية المخاطرة، بدأت الأنظار تتجه مجدداً نحو الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها، بعد فترة طويلة من هيمنة أسهم النمو والشركات التقنية. ومع تضاؤل الفارق في التقييمات بين الأسواق المتقدمة والناشئة، يرى بعض المحللين أن الوقت قد يكون مناسباً لإعادة النظر في المحافظ الاستثمارية، والتركيز على الشركات ذات الأساسيات القوية والقيمة العادلة المنخفضة.
وفقاً لتقرير صادر عن Simply Wall St، هناك ثلاث شركات عالمية تبدو حالياً مقومة بأقل من قيمتها في ظل تباين المعنويات الاستثمارية وضعف ثقة المستهلكين. وفي الوقت نفسه، أشار تقرير Morningstar لشهر نوفمبر إلى أن الأسهم الأميركية تتداول حالياً عند خصم بنحو 2% عن قيمتها العادلة، بعد أن شهدت ارتفاعات تقييمية خلال أكتوبر الماضي. هذه الأرقام تعكس حالة من التوازن النسبي في السوق، لكنها تشير أيضاً إلى أن موجة الصعود السابقة قد هدأت، وأن المستثمرين يبحثون الآن عن فرص أكثر واقعية واستدامة.
التحول من النمو إلى القيمة
التحول الحالي في السوق ليس مفاجئاً. فبعد سنوات من تفوق أسهم التكنولوجيا والنمو، بدأ تأثير أسعار الفائدة المرتفعة والسياسات النقدية المشددة يظهر بوضوح، مما جعل المستثمرين أكثر حذراً تجاه الشركات ذات التقييمات المبالغ فيها. في المقابل، عاد الاهتمام بأسهم القيمة والجودة، أي تلك التي تتمتع بأرباح مستقرة، وتوزيعات نقدية منتظمة، ومراكز مالية متينة.
هذا التحول يعكس أيضاً بحث المستثمرين عن المرونة في مواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي. ففي بيئة يسودها التضخم ومخاوف الركود، تصبح الشركات التي تحقق أرباحاً مستقرة وتحافظ على تدفقاتها النقدية أكثر جاذبية من شركات النمو التي تعتمد على التوسع المستقبلي أو التمويل منخفض التكلفة.
مخاطر وتحديات لا يمكن تجاهلها
رغم أن الأسهم المقومة بأقل من قيمتها تبدو مغرية، إلا أن الدعم التقييمي ليس ضماناً للربحية المستقبلية. فإذا جاءت أرباح الشركات دون التوقعات، أو تباطأ النمو الاقتصادي العالمي، فإن هذه الأسهم قد تفقد الدعم الذي تعتمد عليه. كما أن التوترات الجيوسياسية وتغير سياسات الفائدة الأميركية يمكن أن تؤثر في تقييمات الشركات العالمية، خصوصاً في الأسواق الناشئة التي تعتمد على تدفقات رأس المال الأجنبية.
من جهة أخرى، هناك خطر من أن يتحول "الشراء في الانخفاضات" إلى مصيدة قيمة (Value Trap) أي الاستثمار في أسهم تبدو رخيصة لكنها لا تمتلك محفزات حقيقية للتعافي. ولهذا، يشدد المحللون على أهمية التركيز على جودة الأرباح وليس السعر فقط، أي البحث عن شركات ذات إدارة قوية، ونشاط تشغيلي مستدام، وقدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية المختلفة.