أسهم شركة سيسكو سيستمز تقفز بفضل نتائج قوية وأسهم شركات رقائق الذاكرة تتراجع
أسهم شركة "سيسكو سيستمز" تقفز بفضل نتائج قوية؛ وأسهم شركات رقائق الذاكرة تتراجع
شهد قطاع التكنولوجيا هذا الأسبوع انقساماً حاداً، حيث برزت شركة سيسكو سيستمز كنقطة مضيئة بينما تعثرت شركات رقائق الذاكرة. هذا التباين يعكس مدى التفاوت في مشهد التكنولوجيا الحالي حتى داخل نفس سلسلة التوريد مع استمرار قوة الطلب في قطاع المؤسسات، في مقابل التحديات الدورية التي تواجه صناعة الرقائق.
ارتفعت أسهم سيسكو بنحو 6.6% بعد أن تجاوزت الشركة توقعات الأرباح الفصلية وقدمت توجيهات إيجابية للربع القادم، متوقعة أرباحاً للسهم الواحد بين 1.01 و1.03 دولار، وهو ما يفوق تقديرات المحللين ويشير إلى استمرار قوة الطلب في قطاع الشبكات لدى المؤسسات. وبالنسبة لشركة ناضجة مثل سيسكو، يعد ذلك إنجازاً كبيراً. استقبل المستثمرون هذه النتائج بتفاؤل كبير، معتبرين أنها دليل على أن الإنفاق التكنولوجي المؤسسي لا يزال متماسكاً، على الأقل في مجالات البنية التحتية الرقمية ومعدات الشبكات.
في المقابل، تعرضت أسهم شركات رقائق الذاكرة مثل مايكرون تكنولوجي وويسترن ديجيتال وكيوكسيا اليابانية لضغوط بيعية، حيث تراجعت بنسب تراوحت بين 1.9% وقرابة 5% بعد أن أعلنت كيوكسيا عن نتائج ضعيفة للنصف الأول من العام المنتهي في 30 سبتمبر. فقد انخفض الربح التشغيلي للشركة بنسبة 55% والإيرادات بنسبة 16%، في تذكير صارخ بأن قطاع أشباه الموصلات لا يزال يعاني من دوراته الاقتصادية العنيفة وفائض المعروض العالمي.
الانقسام الكبير في التكنولوجيا
تؤكد هذه النتائج وجود واقعين مختلفين في صناعة التكنولوجيا. فمن جهة، يظل الطلب المؤسسي على البنية التحتية خصوصاً في معدات الشبكات والحلول الأمنية قوياً. ولا تزال الشركات تستثمر في الأنظمة التي تدعم العمل الهجين وتدفق البيانات والاتصال السلس. نجاح سيسكو يعكس هذا الاتجاه تماماً: العملاء من المؤسسات لا يزالون بحاجة إلى أجهزة التوجيه والمبدلات وأدوات الأمن السيبراني للحفاظ على سير أعمالهم بكفاءة وأمان.
أما من الجهة الأخرى، فإن قطاع رقائق الذاكرة يعاني مما يسميه المحللون بـ"الدورة الهابطة". فرقائق الذاكرة تُعد من أكثر المكونات تقلباً في منظومة التكنولوجيا إذ تتأثر أسعارها بشدة بتقلبات العرض والطلب. خلال العام الماضي، أدى ضعف الطلب الاستهلاكي وتراكم المخزون وبطء تعافي مبيعات الحواسيب والهواتف الذكية إلى استمرار الضغط على الأسعار.
ورغم أن مراكز البيانات وخوادم الذكاء الاصطناعي تولد طلباً جديداً على الرقائق، فإن معظم هذا النمو يتركز في رقائق المنطق ووحدات المعالجة الرسومية (GPU)، وليس في رقائق الذاكرة. ونتيجة لذلك، واجهت الشركات المصنعة مثل كيوكسيا ومايكرون صعوبة في تحقيق توازن بين تقليص الإنتاج والحفاظ على الأسعار.
لماذا يهم هذا المستثمرين؟
يعكس التباين بين قوة سيسكو وضعف شركات الذاكرة اتجاهاً أوسع في الأسواق العالمية: المستثمرون يفضلون الشركات التي تملك قوة تسعيرية وطلباً مؤسسياً مستقراً، ويتجنبون القطاعات الدورية أو الحساسة للاستهلاك.
وبالنسبة للمستثمرين، قد يشير ذلك إلى فرصة دوران استثماري، حيث تتجه الأموال نحو مجالات البرمجيات المؤسسية والشبكات والأمن السيبراني وهي قطاعات تتمتع برؤية أوضح وإيرادات متكررة بينما تُخفض المراكز في قطاعات الذاكرة إلى حين انتعاش الدورة المقبلة لأشباه الموصلات.