ارتفاع الأسهم العالمية مع تقدم مجلس الشيوخ الأمريكي في اتفاق إنهاء الإغلاق الحكومي

ومضة الاقتصادي

ويحذر المحللون أيضًا من أنه رغم استفادة الأسهم مؤقتًا من هذا الارتياح، فإن الأسواق قد تعود سريعًا للتركيز على الأساسيات. فخلال الأسابيع المقبلة، ستُعلن دفعات من البيانات الاقتصادية التي تأخرت بسبب الإغلاق مثل مبيعات التجزئة والتوظيف والتضخم وقد تغيّر هذه البيانات النظرة الكلية للاقتصاد. وإذا أكدت تباطؤ النمو، فقد يتبخر التفاؤل سريعًا.

التأثير على الشركات والمستثمرين

في الوقت الحالي، الأجواء إيجابية. فالشركات التي تعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية أو على الإنفاق الاستهلاكي قد تشهد انتعاشًا قصير المدى. ومن المتوقع أن تستفيد شركات الدفاع والبنية التحتية والخدمات التقنية المرتبطة مباشرة بالموازنات الفيدرالية من وضوح أكبر بعد استئناف التمويل. كما يمكن أن تستفيد الشركات الاستهلاكية من عودة الرواتب لمئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، مما يعيد السيولة إلى الاقتصاد المحلي.

أما المستثمرون، فقد بدأوا بالفعل في إعادة التموضع. فالتحول نحو الأصول الخطرة يعكس شهية متجددة للقطاعات الدورية مثل الصناعة والطاقة والتكنولوجيا. ويبدو أن قطاع التكنولوجيا، على وجه الخصوص، مستعد للتعافي بعد أسابيع من التقلب. وقد بدأ بعض مديري الصناديق بالفعل في تحويل رؤوس الأموال من الأصول الآمنة مثل المرافق إلى الأسهم النامية، على أمل أن يؤدي الاستقرار السياسي إلى استمرار الزخم في الأسواق.

لكن الحذر لا يزال سائدًا. فقد أشارت وكالة إلى أن آثار الإغلاق الممتدة قد تشوه التوقعات الربحية على المدى القريب، خاصةً بالنسبة للشركات التي تعتمد على العقود الحكومية أو على طلب المستهلكين. وسيكون المحللون في حالة ترقب لتقييم مدى تأقلم الشركات مع هذا الاضطراب المؤقت.

ما الذي يجب متابعته بعد ذلك

الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، إذ يترقب المستثمرون عدة محركات رئيسية:

إقرار الاتفاق النهائي في مجلسي الشيوخ والنواب، ما سينهي الإغلاق رسميًا.

تحديث البيانات الاقتصادية التي تأخرت خلال فترة الإغلاق، لتقديم صورة أوضح عن تأثيره على النمو.

عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي ارتفعت مع تحسن شهية المخاطرة؛ وأي ارتفاع إضافي قد يختبر صمود سوق الأسهم.

موسم الأرباح، خصوصًا للشركات المرتبطة بالاستهلاك أو العقود الحكومية، لتقييم حجم الضرر الفعلي.

في الوقت الراهن، تبدو رسالة السوق واضحة: الوضوح السياسي، حتى وإن كان مؤقتًا، كافٍ لإحياء شهية المخاطرة. لكن كما يعلم المستثمرون المخضرمون، فإن موجات الارتياح يمكن أن تتلاشى بالسرعة نفسها التي تظهر بها. والاختبار الحقيقي سيأتي عندما يهدأ الحماس وتبدأ آثار الإغلاق الاقتصادي في الظهور على أرض الواقع.

باختصار، تحتفل الأسواق العالمية باقتراب عودة الأمور إلى طبيعتها لكنها تراقب واشنطن بعيون حذرة. فإذا صمد الاتفاق، فقد تواصل الأصول الخطرة صعودها. أما إذا تعثر، فقد تعود التقلبات بالحدة نفسها التي اختفت بها ليلة أمس.

تم نسخ الرابط