أرباح ماركس آند سبنسر تتراجع 55% بعد هجوم إلكتروني يعطل عملياتها

ومضة الاقتصادي

أرباح "ماركس آند سبنسر" تتراجع 55% بعد هجوم إلكتروني يعطل عملياتها

تعرضت شركة ماركس آند سبنسر (Marks & Spencer) البريطانية، أحد أقدم وأشهر سلاسل التجزئة في المملكة المتحدة، لضربة قوية هذا الأسبوع بعد أن أعلنت عن تراجع أرباحها نصف السنوية بنسبة 55%، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى هجوم إلكتروني واسع النطاق تسبب في تعطيل عملياتها التجارية لعدة أيام.

يأتي هذا التطور في وقت لا تزال فيه بيئة المستهلكين في بريطانيا هشة، مع ضغوط تضخمية مرتفعة وتباطؤ في إنفاق الأسر. وبحسب بيان الشركة، فإن الاختراق السيبراني أدى إلى توقف أنظمة الدفع والمخزون، وتكبدت الشركة تكاليف كبيرة لإعادة التشغيل وإصلاح الأضرار. كما حذرت من تحديات ضريبية محتملة قد تؤثر على نتائجها المستقبلية.

ضربة مزدوجة: التكنولوجيا والاقتصاد

أوضحت الشركة أن الهجوم تسبب في توقف الأنظمة الرقمية لساعات حرجة خلال موسم التخفيضات، مما أدى إلى فقدان مبيعات مباشرة وتأخير في الشحنات. وقد اضطرت فرقها التقنية إلى العمل على مدار الساعة لإعادة تشغيل الأنظمة، فيما بدأت تحقيقات مشتركة مع الجهات المختصة وشركات الأمن السيبراني لتحديد مصدر الاختراق.

وقالت إدارة "ماركس آند سبنسر" في بيانها: «لقد أظهر هذا الحادث مدى أهمية تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للأمن السيبراني لضمان استمرار العمليات في بيئة رقمية متزايدة التعقيد.»

وفي الوقت ذاته، تعاني الشركة من تباطؤ في الطلب المحلي وسط ارتفاع أسعار السلع وتقلص ميزانيات المستهلكين. وعلى الرغم من محاولاتها توسيع عروضها عبر الإنترنت وتحديث تجربة التسوق، فإن الظروف الاقتصادية العامة تضع ضغوطاً على هوامش الربح.

مخاطر متزايدة على قطاع التجزئة

يعتبر ما حدث لـ"ماركس آند سبنسر" تحذيراً لبقية قطاع التجزئة البريطاني، إذ يؤكد تصاعد المخاطر الإلكترونية في بيئة تتجه بسرعة نحو التحول الرقمي الكامل. فالهجمات على الشركات لم تعد نادرة أو محدودة الأثر؛ بل أصبحت تكبد الشركات خسائر تشغيلية مباشرة وتؤثر على سمعتها وثقة عملائها.

وأشارت تقارير محلية إلى أن تكاليف المعالجة والتأمين قد تستمر في الضغط على هوامش الأرباح خلال النصف الثاني من العام. كما أن احتمالية زيادة أقساط التأمين السيبراني وتوسيع إجراءات الامتثال قد ترفع النفقات العامة بشكل دائم.

تم نسخ الرابط