تراجع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي مع موجة جني أرباح تضرب أسهم الرقائق والبرمجيات

ومضة الاقتصادي

وكما تم الإيضاح، فإن «أسهم سلسلة التوريد تحمل حساسية مضاعفة» أي أن أسعارها قد تتحرك بمقدار ضعف حركة السوق صعوداً أو هبوطاً. وإذا استمر تراجع هذه الأسهم، فقد يمتد الأثر إلى المؤشرات العامة ويتجاوز قطاع التكنولوجيا وحده.

ويكتسب هذا أهمية خاصة لدى المستثمرين المؤسسيين الذين يتعين عليهم إدارة السيولة في هذه المراكز المزدحمة. فالكثير من أسهم الذكاء الاصطناعي تتداول حالياً عند مضاعفات ربحية مرتفعة، مما يجعلها عرضة لتصحيحات حادة في حال تراجع الطلب الشرائي.

موازنة النمو والدفاع

بدأ مديرو الاستثمار بالفعل في إعادة توزيع محافظهم نحو قطاعات دفاعية مثل الرعاية الصحية والمرافق والسلع الاستهلاكية الأساسية، تحسباً لمزيد من التقلبات في أسهم التكنولوجيا.

ولا يعني هذا التحول بالضرورة فقدان الثقة في مستقبل الذكاء الاصطناعي، بل هو تعديل تكتيكي استجابة لبيئة سوقية أكثر تعقيداً. فمع استقرار عوائد السندات وتراجع التضخم، يعيد المستثمرون تقييم القطاعات القادرة على تحقيق نمو ربحي مستدام دون الاعتماد المفرط على الزخم.

وقد يعود هذا التوجه بالنفع على القطاعات التقليدية التي همشها صعود التكنولوجيا، مثل الطاقة والصناعة والتمويل، حيث يمكن أن تجتذب تدفقات رأسمالية جديدة مع خروج بعض الأموال من أسهم الذكاء الاصطناعي المبالغ في تقييمها.

ما الذي ينتظرنا؟

تتجه الأنظار الآن إلى التحديثات القادمة في توقعات شركات سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي من مصممي الرقائق إلى مزودي الحوسبة السحابية مع اقتراب موسم النتائج الجديدة. وسيكون التركيز على ما إذا كان ضعف الأسعار يعكس مجرد تحول في المزاج أم تباطؤاً فعلياً في الطلب.

كما ستتم مراقبة مدى اتساع نطاق التراجع. فإذا بقيت الموجة محصورة في عدد محدود من الأسهم، فقد تستقر الأسواق سريعاً. أما إذا امتدت إلى قطاعات أوسع، فقد تتبخر آمال الارتفاعات الموسمية قبل نهاية العام.

وفي هذه الأثناء، سيراقب المستثمرون مستويات السيولة وأحجام التداول في أسهم التكنولوجيا مرتفعة التقييم، إذ إن أي إشارة إلى مزيد من الضغط قد تدفع الصناديق الخوارزمية إلى تكثيف عمليات البيع.

ومع ذلك، تشير التجارب السابقة إلى أن مثل هذه التصحيحات رغم قسوتها على المدى القصير غالباً ما تكون صحية في المسار الطويل. فثورة الذكاء الاصطناعي لم تنتهِ بعد، لكن السوق يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة: مرحلة يكون فيها الأساس المالي، لا الحماسة، هو المحرك الرئيسي للعوائد.

تم نسخ الرابط