ارتفاع طفيف في مؤشر FTSE 100 مع بداية أسبوع مزدحم بنتائج الشركات وقرار بنك إنجلترا
يُضاف إلى ذلك تقلبات أسواق العملات الأجنبية، ما يجعل البيئة صعبة للشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على إيرادات بالدولار الأميركي. فارتفاع الدولار قد يزيد من قيمة الأرباح المعلنة عند تحويلها إلى الجنيه الإسترليني، لكنه في المقابل يعقد إدارة المخاطر والتحوطات المالية. ومع ضعف الجنيه وارتفاع الدولار إلى مستويات هي الأعلى منذ ثلاثة أشهر، يظل التحكم في تقلبات العملات أولوية للمديرين الماليين.
معضلة بنك إنجلترا
قرار بنك إنجلترا المرتقب يحتل مركز الاهتمام. ويتوقع معظم المحللين إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، لكن لهجة البيان المصاحب وأي إشارات حول المستقبل ستكون حاسمة.
الانقسام داخل اللجنة قد يبرز مدى تباين الرؤى حول المسار المقبل، خاصة مع اقتراب التضخم من الهدف مقابل تزايد مخاطر تباطؤ النمو. ومن المرجح أن يؤكد المحافظ أندرو بيلي على نهج الحذر والاعتماد على البيانات، لكن المستثمرين سيفحصون كل كلمة بحثاً عن تلميحات.
إذا لمح البنك إلى فترة توقف طويلة أو احتمال خفض الفائدة لاحقاً، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض عوائد السندات ومنح الأسهم بعض الدعم. أما في حال صدور نبرة متشددة بسبب استمرار ضغوط الأجور، فقد تشهد الأسواق تقلباً جديداً.
الجودة قبل الكمّ: أين يوجه المستثمرون أنظارهم؟
في ظل هذه الأوضاع، يوصي المحللون بالتركيز على الأسهم الدفاعية عالية الجودة ذات التدفقات النقدية القوية والانكشاف الدولي، خصوصاً تلك التي تحقق جزءاً كبيراً من إيراداتها بالدولار الأميركي. وتشمل هذه القطاعات الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية وبعض المؤسسات المالية.
في المقابل، يتجه المستثمرون لتقليص مراكزهم في الأسهم الدورية مثل التعدين والمعادن، نتيجة ضعف أسعار السلع الأساسية وتباطؤ الطلب من الصين.
بمعنى آخر، يفضل المستثمرون حالياً الشركات القادرة على الصمود في وجه تباطؤ النمو المحلي مع الاستفادة من الطلب العالمي أي الشركات التي تمثل المرونة أكثر من المخاطرة.
ما ينتظر الأسواق
الأيام المقبلة ستكون حافلة بالأحداث. فبيان بنك إنجلترا ومؤتمره الصحفي سيشكلان محور الاهتمام، إلا أن نتائج الشركات الكبرى قد تسرق الأضواء.
توجيهات BP بشأن العوائد، وتحديثات AstraZeneca حول أدويتها قيد التطوير، وتعليقات Diageo على اتجاهات الإنفاق الاستهلاكي، جميعها ستكون مؤثرة على مزاج السوق.
وعلى المدى القصير، سيراقب المستثمرون أيضاً تفاعل مؤشر FTSE 100 مع الإشارات الخارجية، خاصة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والتوجه العام للأسواق العالمية. ومع استمرار تقييم الأسهم البريطانية عند مستويات أقل من نظيراتها العالمية، قد تتيح النتائج القوية فرصاً للانتعاش الانتقائي.
حتى الآن، يبدو المزاج العام في السوق أشبه بـ التقاط الأنفاس قبل صدور سيل من الأخبار. فالارتفاع الطفيف في بداية الأسبوع ليس بداية صعود كبير، بل خطوة هادئة بانتظار ما ستكشفه الشركات الكبرى وما سيقرره صانعو السياسة النقدية في بريطانيا.