تراجع سوق العملات المشفّرة بأكثر من 6% وسط مخاوف من الائتمان وخروج رؤوس الأموال وبيتكوين تهبط نحو 105.7 ألف دولار

ومضة الاقتصادي

كما أن خروج أكثر من 127 مليون دولار من صناديق الإيثريوم الاستثمارية زاد الضغط على العملة الثانية عالميًا، في حين ظلت البيتكوين محتفظة بجاذبيتها كملاذ رقمي نسبيًا في ظل الأوضاع المتقلبة.

مؤشرات فنية: دعم جديد تحت مستوى 105 ألف دولار

من الناحية الفنية، يراقب المتداولون مستوى 105,000 دولار كدعم محوري للبيتكوين، إذ يعتبر كسره إشارة على احتمال استمرار التراجع إلى ما دون 100 ألف دولار. أما في حال استقر السعر فوق هذا المستوى، فقد تشهد الأسواق ارتدادًا فنيًا قصير المدى بدعم من عمليات الشراء بأسعار منخفضة.

لكن غالبية المحللين يتفقون على أن السوق ما زال في مرحلة إعادة توازن بعد موجة صعود مفرطة، وأن عودة الثقة تحتاج إلى تحسن في تدفقات رؤوس الأموال وهدوء في مؤشرات الائتمان العالمية.

تقلبات متوقعة ولكن ضمن دورة صعود طويلة

ورغم الهبوط، يؤكد خبراء السوق أن ما يحدث لا يشير إلى نهاية الاتجاه الصعودي طويل الأمد. فأساسيات السوق — من الاعتماد المتزايد على البلوكتشين، والتوسع المؤسسي في استخدام العملات المشفرة، والاهتمام العالمي بتقنيات الويب 3.0 ما زالت داعمة للقطاع.

كما أن استمرار تدفقات صناديق البيتكوين الفورية (ETFs) إلى حد ما، رغم التقلبات، يعكس أن المستثمرين المؤسسيين ينظرون إلى الانخفاض الحالي كفرصة لبناء مراكز جديدة بأسعار أكثر جاذبية.

المستثمرون بين الحذر والأمل

تعيش الأسواق الآن حالة من التوازن الحذر؛ فبينما يترقب المستثمرون تطورات الاقتصاد الكلي، يستمر المتفائلون بالرهان على عودة الأسعار إلى الارتفاع مع بداية عام 2026، مدعومة بتراجع الفائدة المحتمل وتحسّن بيئة السيولة.

ويرى بعض المحللين أن البيتكوين قد تعود إلى مستويات 115 ألف دولار أو أكثر خلال الأشهر المقبلة إذا ما استقرت الأسواق الائتمانية وعادت التدفقات المؤسسية. أما في حال تفاقمت التوترات الاقتصادية، فقد يتواصل التصحيح مؤقتًا قبل أن تستأنف الأسعار مسارها التصاعدي مجددًا.

خلاصة

يُظهر التراجع الأخير في سوق العملات المشفرة أن مرحلة النضج لا تعني غياب التقلبات، بل قدرة السوق على امتصاص الصدمات والتأقلم مع المتغيرات الاقتصادية. فمع كل هبوط، تتضح ملامح سوق أكثر تنظيمًا ومتانة من ذي قبل، مدفوعًا بعوامل مؤسسية وتقنية متينة.

ورغم الخسائر اللحظية، يبقى القطاع الرقمي أحد أكثر قطاعات الاستثمار حيوية وإثارة في العقد الحالي، حيث يواصل تحدي التوقعات، بين من يراه فقاعة مؤقتة، ومن يعتبره مستقبل النظام المالي العالمي.

تم نسخ الرابط