تراجع سوق العملات المشفّرة بأكثر من 6% وسط مخاوف من الائتمان وخروج رؤوس الأموال وبيتكوين تهبط نحو 105.7 ألف دولار
تراجع سوق العملات المشفّرة بأكثر من 6% وسط مخاوف من الائتمان وخروج رؤوس الأموال وبيتكوين تهبط نحو 105.7 ألف دولار
بعد أسابيع من المكاسب القياسية، شهدت العملات المشفّرة موجة تصحيح حادة، إذ تراجعت القيمة السوقية الإجمالية بأكثر من 6% خلال فترة قصيرة، لتصل إلى نحو 3.6 تريليون دولار تقريبًا. وانخفضت البيتكوين إلى حوالي 105,700 دولار، فيما تراجعت الإيثريوم إلى نحو 3,764 دولارًا، وسط ضغوط ناتجة عن مخاوف من الأسواق الائتمانية العالمية وخروج رؤوس أموال مؤسسية من السوق.
هذا التراجع المفاجئ يعكس حساسية قطاع العملات المشفرة لأي إشارات توتر في الأسواق المالية العالمية، ويؤكد أن موجة الانتعاش السابقة كانت مدفوعة أكثر بالعوامل المعنوية والسيولة المؤقتة، لا بالأسس الاقتصادية المستقرة.
تصحيح طبيعي بعد ارتفاعات حادة
يرى المحللون أن الهبوط الأخير يُعدّ تصحيحًا طبيعيًا بعد صعود قوي قاد البيتكوين إلى مستويات تاريخية تخطت 111 ألف دولار. ومع تحرك الأسواق نحو جني الأرباح، بدأت عمليات البيع الآلية للمراكز المموّلة بالهامش (leveraged liquidations) بالازدياد، ما سرّع وتيرة الهبوط.
ففي أسواق العملات المشفرة، يؤدي ارتفاع مستويات الاقتراض بالهامش إلى تضخيم الخسائر عندما تبدأ الأسعار في التراجع، إذ يتم تصفية المراكز المموّلة تلقائيًا لحماية المنصات من الانكشاف المالي. وتشير بيانات التداول إلى أن مليارات الدولارات من المراكز المفتوحة تمّت تصفيتها خلال الساعات الأولى من التراجع، ما أدى إلى سلسلة هبوط متتابعة.
المخاوف الائتمانية تضرب شهية المخاطرة
بجانب العوامل التقنية، جاءت مخاوف الأسواق الائتمانية العالمية لتزيد الضغط على الأصول عالية المخاطر. فقد أظهرت مؤشرات الائتمان ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض في بعض القطاعات، وسط قلق المستثمرين من احتمالية تشديد السياسات النقدية مجددًا إذا ما تباطأ تراجع التضخم.
هذه الأجواء دفعت المؤسسات الاستثمارية إلى إعادة توازن محافظها المالية، عبر تقليص انكشافها على الأصول الرقمية التي تتسم بتقلبات عالية، لصالح أدوات أكثر أمانًا مثل السندات الحكومية والدولار الأمريكي. ووفقًا لتقارير السوق، شهدت صناديق الاستثمار الخاصة بالعملات المشفرة تدفقات خارجة مؤسسية ملحوظة خلال الأيام الأخيرة.
إيثريوم تتأثر أكثر بالضغوط
ورغم تراجع البيتكوين، إلا أن الإيثريوم تأثرت بنطاق أوسع، نظرًا لاعتمادها الكبير على النشاط داخل منظومتها من التطبيقات اللامركزية (DeFi) التي تتأثر مباشرة بحجم السيولة المتاحة في السوق. ومع انخفاض السيولة وتراجع أحجام التداول، انخفضت قيمة الإيثريوم بأكثر من 5% في يوم واحد.