انخفاض الفائدة المفتوحة على المشتقات المشفرة إلى أدنى مستوى منذ عدة أشهر مع تشدد شهية المخاطر

ومضة الاقتصادي

انخفاض الفائدة المفتوحة على المشتقات المشفرة إلى أدنى مستوى منذ عدة أشهر مع تشدد شهية المخاطر

تشير أسواق العملات المشفرة إلى تحول ملحوظ في شهية المخاطر، بعد أن سجلت الفائدة المفتوحة على المشتقات المشفرة أدنى مستوى لها منذ عدة أشهر. وتعد الفائدة المفتوحة، وهي إجمالي قيمة العقود الآجلة والخيارات القائمة، مؤشراً رئيسيًا على مستوى استخدام الرافعة المالية وثقة المتداولين في تحمل المخاطر. ويعكس الانخفاض الأخير حذر المتداولين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وانتظار القرارات والسياسات المالية المرتقبة للبنوك المركزية الكبرى.

ما المقصود بالفائدة المفتوحة ولماذا تهم؟

الفائدة المفتوحة هي مؤشر على النشاط الكلي في أسواق المشتقات المشفرة. ارتفاعها عادة يشير إلى زيادة المخاطر والثقة بين المتداولين، واستخدام أكبر للرافعة المالية لتحقيق أرباح محتملة. أما انخفاضها فيعكس رغبة المشاركين في السوق بتقليل التعرض، وهو غالبًا إشارة إلى قلق المستثمرين بشأن التحركات السعرية المستقبلية أو التقلبات الاقتصادية المحتملة.

في الفترة الأخيرة، لوحظ أن المتداولين يقللون حجم مراكزهم، ويعيدون تقييم استراتيجياتهم، مع التركيز على حماية رأس المال بدلاً من البحث عن أرباح سريعة. هذه التوجهات تظهر خصوصًا في أسواق العقود الآجلة والخيارات المرتبطة بالعملات الرائدة مثل البيتكوين والإيثيريوم.

العوامل الرئيسية وراء التراجع

هناك عدة عوامل أساسية ساهمت في الانخفاض الحالي للفائدة المفتوحة:

حذر المتداولين تجاه السياسات النقدية العالمية: مع اقتراب اجتماعات البنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا، يراقب المشاركون بيانات التضخم وأسعار الفائدة عن كثب قبل اتخاذ أي مراكز جديدة.

التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية: النزاعات الدولية، والتوترات بين الدول الكبرى، والتقلبات في أسواق الطاقة، جميعها عوامل تزيد من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأصول عالية التقلب مثل العملات المشفرة.

تصفية المراكز المضاربية السابقة: بعد موجات صعود قوية في الأشهر الماضية، بدأ بعض المتداولين في تقليص مراكزهم وتحقيق أرباحهم، مما ساهم في تراجع الفائدة المفتوحة بشكل ملحوظ.

قيود السيولة وانكماش الرافعة المالية: مع تقليل استخدام الهامش، تقلّ فرص حدوث تقلبات كبيرة نتيجة التداول المفرط، لكنها تجعل السوق أكثر حساسية للطلبات الكبيرة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التقلبات في المدى القصير.

المخاطر المرتبطة بانخفاض الفائدة المفتوحة

على الرغم من أن انخفاض الفائدة المفتوحة يعكس حذرًا يمكن أن يحد من الخسائر الناتجة عن استخدام الرافعة المالية المفرطة، إلا أن له عدة مخاطر محتملة:

زيادة التقلبات السعرية: مع انخفاض النشاط والمشاركة، تصبح الأسواق أكثر عرضة للتأثر بالطلبات الكبيرة، سواء كانت شرائية أو بيعية، مما قد يؤدي إلى تحركات حادة في الأسعار.

تم نسخ الرابط