تراجع أرباح تسلا وآي بي إم يضغط على أسهم التكنولوجيا ويبدد التفاؤل في الأسواق
تأثير مباشر على مؤشرات السوق الأميركية
أثرت نتائج الشركتين سلبًا على أداء السوق الأميركية. فقد ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.09% فقط، فيما زاد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.1% وهي مكاسب هامشية لا تعكس قوة السوق بقدر ما تعكس حالة من التردد بين المستثمرين. ويبدو أن موسم إعلان الأرباح الأخير حمل إشارات متباينة: بعض الشركات التكنولوجية الكبرى تواصل النمو، في حين تعاني أخرى من ضغط التكاليف وتغير سلوك المستهلكين.
ويرى المحللون أن موجة التفاؤل التي سادت الأسواق في النصف الأول من العام بدأت تتراجع مع بروز تحديات جديدة. فالقطاع التكنولوجي الذي قاد الصعود في 2024، يبدو الآن في مرحلة “تصحيح تقييمي”، إذ يعيد المستثمرون تقييم الأسعار المبالغ فيها لبعض الأسهم بعد سنوات من الارتفاع السريع دون أساس ربحي متين.
تحذيرات من تقييمات مرتفعة وتباطؤ الابتكار
تتزايد المخاوف في أوساط المحللين من أن بعض الشركات التكنولوجية باتت تواجه تشبعًا في النمو وضعفًا في الابتكار، خصوصًا مع تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة واستمرار معدلات الفائدة المرتفعة. هذه البيئة تجعل من الصعب على الشركات تمويل التوسع أو الاستحواذات الكبيرة التي كانت في السابق محركًا رئيسيًا للنمو.
كما أشار عدد من خبراء السوق إلى أن التباطؤ في نمو العائدات السحابية لدى آي بي إم يعكس تباطؤًا أوسع في الطلب على خدمات المؤسسات، خاصة مع اتجاه الشركات إلى خفض الإنفاق التقني والتركيز على الكفاءة التشغيلية. وفي الوقت نفسه، تواجه تسلا ضغوطًا متزايدة من المنافسين الآسيويين الذين يقدمون سيارات كهربائية بأسعار أقل وجودة متقاربة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على استراتيجيتها التسويقية.
مستقبل متوازن بين الحذر والتفاؤل
ورغم الصورة القاتمة التي عكستها نتائج تسلا وآي بي إم، فإن المحللين لا يرونها بالضرورة مؤشراً على انهيار القطاع التكنولوجي. بل يعتبرونها مرحلة إعادة تموضع في سوق ضخمة لا تزال مليئة بالفرص، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات، والبنية التحتية الرقمية.
ويرى الخبراء أن المستثمرين سيصبحون أكثر انتقائية في الفترة المقبلة، حيث سيتجه الاهتمام نحو الشركات ذات الأرباح المستقرة والنماذج التجارية الواضحة، بدلاً من تلك التي تعتمد على الوعود المستقبلية أو التقييمات المرتفعة غير المدعومة بنتائج واقعية.
وفي المحصلة، فإن نتائج تسلا وآي بي إم كشفت عن تحول في المزاج الاستثماري العالمي: من التفاؤل الجامح إلى الحذر المدروس. ومع دخول الأسواق العالمية مرحلة جديدة من التقلبات، سيحتاج المستثمرون إلى التركيز على الأساسيات الحقيقية (النمو، الربحية، والقدرة على الابتكار) وهي العوامل التي ستحدد من سيبقى في صدارة الثورة التكنولوجية ومن سيتراجع إلى الخلف.