تراجع الأسهم العالمية وتراجع الذهب مع جني الأرباح بعد ارتفاع كبير

ومضة الاقتصادي

تراجع الأسهم العالمية وتراجع الذهب مع جني الأرباح بعد ارتفاع كبير

شهدت الأسواق العالمية هذا الأسبوع حالة من التريث بعد موجة صعود قوية شملت الأسهم والسلع. ووفقًا لوكالة، كانت الأسهم العالمية متباينة يوم الأربعاء، 22 أكتوبر 2025، بينما تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد بعد ارتفاع لافت في وقت سابق من العام. وقد عكست الجلسة تحولًا في المزاج العام، إذ بدأ المستثمرون في إعادة تقييم التقييمات المرتفعة وجني الأرباح وسط تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي.

من الارتفاع إلى الواقع

يُنظر إلى الذهب عادةً كمقياس لمستوى القلق في الأسواق العالمية، وقد هبط بقوة هذا الأسبوع بأكثر من 5% في جلسة واحدة بعد مكاسب مطردة على مدى أشهر. وكان المعدن الأصفر قد قفز في وقت سابق من العام إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياته التاريخية، مع سعي المستثمرين إلى الأمان في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية. لكن التراجع الأخير جاء ليؤكد أن حتى الملاذات الآمنة ليست بمنأى عن جني الأرباح عندما يعود بعض التفاؤل إلى الأسواق.

أما على صعيد الأسهم، فقد جاءت النتائج متفاوتة. فبينما حافظت بعض شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الكبرى على دعم المؤشرات، تعثرت شركات أخرى. فعلى سبيل المثال، تراجعت أسهم "نتفليكس" بنحو 6% بعد صدور نتائج وتوقعات أرباح دون التوقعات. وأكد هذا الأداء المتباين أن اتجاه السوق المقبل يعتمد بدرجة أكبر على أداء الشركات الفردية وليس على الزخم العام.

وفي الوقت نفسه، ازدادت حدة التوترات الجيوسياسية. فقد تم تأجيل القمة المخططة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ما وجه ضربة رمزية لآمال تحقيق استقرار دبلوماسي. ومع عودة التوتر في العلاقات الأميركية الروسية واستمرار الغموض في الملف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، يفضل المستثمرون اليوم الانتقائية على المخاطرة العشوائية.

ما الذي يقف وراء هذا التراجع؟

بعد أشهر من الارتفاع القوي في الأصول الخطرة والذهب، يبدو أن الأسواق دخلت مرحلة من إعادة التوازن. ويشير المحللون إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

جني الأرباح والتقييمات المرتفعة. شهدت العديد من الأسهم، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ارتفاعات حادة جعلت تقييماتها تتجاوز المتوسطات التاريخية. وعندما يتباطأ الزخم في الأرباح، يسارع المستثمرون إلى جني الأرباح قبل حدوث أي تصحيح سعري.

التوترات الجيوسياسية. تأجيل قمة ترامب وبوتين واستمرار التوتر التجاري بين القوى الكبرى أبقيا المخاوف قائمة، ما دفع المستثمرين إلى إعادة توزيع محافظهم بدلاً من الانسحاب الكامل من الأسواق.

غياب المحفزات الجديدة. في ظل غياب بيانات اقتصادية قوية أو قرارات سياسية مفاجئة، تميل الأسواق إلى الهدوء أو التراجع الطفيف بينما يعيد المتعاملون تقييم توقعاتهم.

الرسالة العامة واضحة: الأسواق تبحث عن اتجاه جديد، لكن الثقة محدودة.

المخاطر الكامنة تحت السطح

رغم أن تحركات هذا الأسبوع لم تكن حادة، فإن المخاطر لم تختفِ. فعديد من القطاعات، لا سيما تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لا تزال مقيمة عند مستويات مرتفعة جدًا. وإذا خيبت الأرباح التوقعات، فقد نشهد تصحيحًا سريعًا في الأسعار.

تم نسخ الرابط