الذهب يتجاوز 4,200 دولار للأوقية وسط التوترات التجارية وتوقعات تخفيض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

ومضة الاقتصادي

الذهب يتجاوز 4,200 دولار للأوقية وسط التوترات التجارية وتوقعات تخفيض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

شهد سوق الذهب مؤخرًا ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الأوقية الفورية 4,200 دولار يوم 15 أكتوبر 2025، مقتربًا من 4,199.99 دولار، مع تصاعد المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات الأسواق حول تخفيض محتمل لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذا التحرك الكبير في الأسعار يعكس تفاعل المستثمرين مع عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تزيد من جاذبية الذهب كأصل آمن. بحسب بيانات Trading Economics، وصل الذهب يوم 17 أكتوبر إلى حوالي 4,236.83 دولار للأوقية، محققًا ارتفاعًا بنحو 55.7% على أساس سنوي و 16.3% خلال الشهر الماضي، وهو أكبر مكسب شهري منذ سنوات.

العوامل الرئيسية وراء صعود الذهب

الطلب على الملاذ الآمن: مع تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كأصل آمن يحميهم من المخاطر غير المتوقعة. فالقلق من تصعيد النزاعات التجارية يؤثر مباشرة على أسواق الأسهم والعملات، ما يجعل الذهب خيارًا جذابًا لمن يبحث عن الاستقرار في الأزمات.

تراجع العوائد الحقيقية: العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية والآمنة بشكل عام قد تراجعت، ما يجعل الأصول غير المدرة للفائدة مثل الذهب أكثر جاذبية. المستثمرون يفضلون الحفاظ على القيمة بدلاً من الاعتماد على العوائد النقدية منخفضة أو السلبية، خاصة في بيئة تضخمية.

شراء البنوك المركزية: شهدت بعض البنوك المركزية زيادة احتياطياتها من الذهب خلال الأشهر الماضية، سواء لتعزيز التوازن المالي أو كجزء من استراتيجيات التحوط ضد تقلبات العملة. هذا السلوك يعكس التقدير المستمر للذهب كأصل استراتيجي طويل الأجل.

مخاوف التضخم والعملات: في ظل استمرار المخاوف من انخفاض قيمة العملات الورقية مقابل الذهب، يلجأ المستثمرون إلى المعدن كحماية ضد التضخم وتآكل القوة الشرائية. الأزمات المالية المحلية أو الدولية تزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

تأثير الأسواق العالمية: تتفاعل أسعار الذهب مع أحداث متعددة، مثل التوترات في أسواق الطاقة، سياسات البنوك المركزية الأخرى، وأحداث اقتصادية مفاجئة في أوروبا وآسيا، ما يجعل الذهب حساسًا لكل تغير كبير على الصعيد العالمي.

المخاطر والتحديات المرتبطة بالارتفاع

ارتفاع مفرط في الأسعار: التحذيرات تشير إلى أن الذهب قد يكون في مرحلة مبالغ فيها، وقد يؤدي أي انعكاس في محفزاته الأساسية إلى تصحيح حاد. المستثمرون بحاجة إلى مراقبة الدعم الفني والمستويات النفسية مثل 4,000 دولار للأوقية.

ارتفاع العوائد: أي زيادة محتملة في أسعار الفائدة أو ارتفاع العوائد الحقيقية للسندات يقلل من جاذبية الذهب. مع زيادة تكاليف الفرصة البديلة، قد يشهد السوق تراجعًا سريعًا إذا تغيرت توقعات السياسة النقدية.

تم نسخ الرابط