الأسهم الآسيوية ترتفع: واليابان تقود الزخم بعد مزاد قوي لسندات JGB لأجل 30 عامًا

ومضة الاقتصادي

الأسهم الآسيوية ترتفع: واليابان تقود الزخم بعد مزاد قوي لسندات JGB لأجل 30 عامًا

شهدت الأسواق الآسيوية موجة ارتفاع ملحوظة خلال الأيام الأخيرة، كانت أقواها في اليابان التي تصدّرت المشهد بعد نجاح لافت لمزاد سندات الحكومة اليابانية (JGB) طويلة الأجل. هذا المزاد، الذي يعد الأقوى منذ أكثر من ست سنوات، جاء في لحظة حساسة كانت فيها الأسواق العالمية تعاني من تقلبات العوائد وتوترات سلاسل الدين. لكن قوة الطلب على هذه السندات أعادت قدرًا من الهدوء للمستثمرين، ودعمت شهية المخاطرة عبر آسيا.

في الرابع من ديسمبر، قفز مؤشر نيكاي 225 بنحو 2.2%، وهي إحدى أقوى جلساته في الأسابيع الأخيرة، خصوصًا بعد فترة من التذبذب الناتج عن تحركات الين وتغيّر توقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة واليابان. ورغم أن هذا الارتفاع جاء مدعومًا بعوامل محلية، إلا أنه انعكس سريعًا على معظم أسواق المنطقة.

مزاد JGB القوي: لماذا كان حدثًا مهمًا؟

سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا ليست مجرد أداة دين عادية. فهي تمثّل معيارًا حساسًا لقياس ثقة المستثمرين في قدرة اليابان على تمويل ديونها خصوصًا أن البلاد تحمل أحد أعلى مستويات الدين العام في العالم مقارنة بالناتج المحلي.

لذلك، عندما شهد المزاد الأخير أقوى طلب منذ ست سنوات، اعتبر المستثمرون ذلك إشارة استقرار مهمة. فمع التقلبات العالمية في عوائد السندات، كان هناك قلق من أن يفقد المستثمرون appetite for duration أي الشهية للاستثمار في السندات طويلة الأجل بأجل 30 عامًا أو أكثر.

لكن نتائج المزاد حملت إشارتين إيجابيتين:

أن الطلب المؤسسي الياباني ما يزال قويًا
صناديق التقاعد وشركات التأمين تبحث دائمًا عن أصول آمنة طويلة الأجل، والسندات الحكومية اليابانية تظل خيارًا مفضلًا.

أن الأسواق أقل قلقًا من تغيرات سياسة بنك اليابان
إذ يخشى البعض أن يبدأ البنك المركزي الياباني في إنهاء سياسة الفائدة شديدة الانخفاض، ما قد يؤثر على عوائد السندات.

ونجاح المزاد أعطى انطباعًا بأن الأسواق أكثر استعدادًا لاستيعاب أي تغييرات محتملة في سياسات البنك.

تحسن شهية المخاطرة مع توقعات خفض الفائدة الأميركية

أحد المحركات الأساسية وراء صعود الأسهم الآسيوية كان تحسّن معنويات المستثمرين عالميًا نتيجة توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. فمع اقتراب نهاية العام، تتزايد التقديرات بأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة قد يدفع البنك المركزي لخفض الفائدة خلال 2026.

بالنسبة للأسواق الآسيوية، فإن هذا السيناريو يحمل آثارًا إيجابية:

تراجع الدولار يعني دعمًا لعملات المنطقة، بما فيها الين.

السوق العالمية تصبح أكثر تقبّلًا للمخاطرة، ما يعزز تدفقات رؤوس الأموال نحو آسيا.

تكلفة الاقتراض للشركات الآسيوية بالدولار قد تنخفض، مما يحسّن أوضاعها المالية.

وبالفعل، ساهم ارتفاع طفيف للين في تعزيز الثقة بالأسهم اليابانية، خصوصًا تلك الموجهة للسوق المحلي.

تم نسخ الرابط