اندماج ضخم بقيمة 8.2 مليار دولار: رايونير + بوتلاتش ديلتيك يتحدان لتشكيل عملاق منتجات الخشب
اندماج ضخم بقيمة 8.2 مليار دولار: رايونير + بوتلاتش ديلتيك يتحدان لتشكيل عملاق منتجات الخشب
شهدت صناعة الأخشاب ومنتجات الخشب الأمريكية واحدة من أكبر التحولات منذ عقود، حيث أعلنت شركتا رايونير (Rayonier Inc.) وبوتلاتش ديلتيك (PotlatchDeltic Corp.) عن اتفاق اندماج شامل بالأسهم بقيمة تقارب 8.2 مليار دولار، لتشكلا معًا كيانًا جديدًا عملاقًا يتمتع بالحجم والموارد الكافية لإعادة تشكيل مشهد صناعة الأخشاب في الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقارير، فإن الكيان المدمج سيمتلك ما يقرب من 4.2 مليون فدان من الأراضي الحرجية موزعة عبر 11 ولاية أمريكية، وسيُدير سبعة مصانع إنتاج تشمل ستة مطاحن للأخشاب ومصنعًا واحدًا للألواح الصناعية، بطاقة إنتاجية سنوية تقارب 1.2 مليار قدم خشبي. وبمجرد إتمام الصفقة، سيصبح هذا الكيان من بين أكبر منتجي الأخشاب ومنتجاتها في أمريكا الشمالية.
هيكل الصفقة وتوزيع الحصص
بموجب شروط الاتفاق، سيحصل حاملو أسهم بوتلاتش ديلتيك على 1.7339 سهم من رايونير مقابل كل سهم يمتلكونه، أي بعلاوة تقدَّر بنحو 8.25% مقارنةً بأسعار الإغلاق الأخيرة. وبعد الدمج، سيمتلك مساهمو رايونير حوالي 54% من الشركة الجديدة، بينما سيحتفظ مساهمو بوتلاتش ديلتيك بنسبة 46% تقريبًا.
من المتوقع أن تُغلق الصفقة في الربع الأول أو الثاني من عام 2026 بعد الحصول على الموافقات التنظيمية وموافقة المساهمين. ورغم عدم الإعلان بعد عن الهيكل الإداري النهائي، فإن القيادة الجديدة يُنتظر أن تستفيد من الخبرة الواسعة لدى الشركتين في مجالات إدارة الأراضي والتشغيل الصناعي.
أهمية هذا الاندماج
قد يبدو الاندماج في ظاهره خطوة مالية بحتة، لكنه يعكس في العمق اتجاهًا متسارعًا نحو الدمج والتوسع في الصناعات الثقيلة والدورية مثل صناعة الأخشاب. ويمكن تلخيص دوافع الصفقة في ثلاث نقاط رئيسية:
تحقيق الكفاءة وتقليل التكاليف: تواجه شركات الأخشاب ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، والرسوم الجمركية على واردات الأخشاب اللينة، وتباطؤ سوق الإسكان، ما يجعل التوسع والاندماج وسيلة لتعزيز القدرة التفاوضية وخفض التكاليف.
تنويع جغرافي يقلل المخاطر: توزيع الأراضي والمنشآت على عدة ولايات يُخفّض من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والعواصف، ويحد من تأثير أي تغييرات تنظيمية محلية.
قيمة أصول طويلة الأمد: في ظل بيئة تضخمية، يُنظر إلى امتلاك الأراضي الحرجية باعتباره استثمارًا مستقرًا ومتحوطًا ضد التضخم، إذ تبقى الأخشاب مادة أساسية في قطاع البناء والإسكان.
إنها ليست مجرد صفقة قصيرة الأمد، بل رهان استراتيجي على القيمة المستقبلية للأصول الطبيعية في عالم يتسم بالتقلبات الاقتصادية.
تحديات متوقعة
رغم مزايا التوسع، فإن دمج كيانين ضخمين يملكان أصولًا ضخمة وسلاسل إمداد معقدة لن يكون سهلًا. يشير المحللون إلى أن مخاطر الدمج تُعد من أبرز التحديات، إذ قد يستغرق توحيد العمليات والأنظمة والإدارات سنوات قبل أن تظهر وفورات التكلفة الموعودة.