الذهب يصمد بالقرب من 4000 دولار للأونصة مع تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق

ومضة الاقتصادي

الذهب يصمد بالقرب من 4000 دولار للأونصة مع تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق

بينما تتقلب الأسواق العالمية في خضم موجة جديدة من الاضطرابات، يواصل الذهب تمسكه بمستوى 4000 دولار للأونصة، ليجدد موقعه كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات التوتر. هذا الثبات في الأسعار يأتي في ظل تراجع أسواق الأسهم وانخفاض عوائد السندات، مدفوعًا بمخاوف من تراجع قيمة الدولار الأميركي وتزايد الحديث عن “تجارة التحوط من التضخم وضعف العملة”.

نظرة عامة على المشهد الحالي

سجل الذهب ارتفاعًا قويًا هذا العام متجاوزًا حاجز 4000 دولار للأونصة وهو مستوى رمزي يعكس قوة الطلب على الأصول الآمنة.
يأتي هذا الأداء في وقتٍ تتراجع فيه الأسهم العالمية وتضغط فيه الأسواق على العوائد، مما يشير إلى أن رؤوس الأموال تتجه نحو الأمان.
ويرى محللون أن جزءًا كبيرًا من هذا الزخم يأتي من مخاوف المستثمرين تجاه “تآكل قيمة النقود الورقية” في ظل سياسات مالية توسعية، وحزم تحفيزية ضخمة، وتنامي الدين العام الأميركي.

وبحسب بيانات الأسواق، فإن الذهب يعد من أفضل الأصول أداءً خلال عام 2025، متفوقًا على معظم فئات الأصول الأخرى.

المحركات الأساسية وراء صعود الذهب

1. الطلب على الملاذات الآمنة

في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي، يتجه المستثمرون عادةً إلى الأصول التي تعتبر مستقرة عبر الزمن. ومع تصاعد التوترات التجارية والسياسية حول العالم، عاد الذهب ليلعب دوره التقليدي كأداة لحفظ القيمة.

2. انخفاض العوائد الحقيقية

مع تراجع العوائد الاسمية للسندات الحكومية، ولا سيما في ظل بقاء توقعات التضخم مرتفعة، تصبح العوائد الحقيقية سلبية، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا. هذه المعادلة تجعل الذهب أكثر جاذبية نسبيًا مقارنة بالسندات.

3. مخاوف التضخم وتراجع العملات

السياسات المالية التوسعية وارتفاع مستويات الديون والإنفاق الحكومي أدت إلى مخاوف من تراجع قيمة الدولار الأميركي وعودة موجات التضخم. ومع هذه التوقعات، يعزز الذهب مكانته كأداة تحوط ضد تراجع القوة الشرائية.

المخاطر والتحديات المحتملة

ارتفاع العوائد أو تحسن العوائد الحقيقية: إذا قامت البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية أو ارتفعت العوائد فجأة، فقد يتعرض الذهب لضغوط تصحيحية.

تشبّع السوق فنيًا: بعد موجة صعود قوية، قد نشهد عمليات جني أرباح أو تصحيح قصير الأجل، وهو أمر طبيعي في الأسواق الصاعدة.

منافسة الأصول الآمنة الأخرى: في حال عودة جاذبية السندات الحكومية ذات العوائد المرتفعة، قد تتجه بعض التدفقات بعيدًا عن الذهب.

تم نسخ الرابط