الأسهم العالمية تتراجع بحدة مع صدمة الرسوم الجمركية والملاذات الآمنة ترتفع
الأسهم العالمية تتراجع بحدة مع صدمة الرسوم الجمركية... والملاذات الآمنة ترتفع
شهدت الأسواق العالمية تراجعًا حادًا بعد تجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى هبوط واسع في شهية المستثمرين تجاه المخاطرة. في الولايات المتحدة، انخفضت المؤشرات الرئيسية بشكل ملحوظ إذ تراجع مؤشر S&P 500 بنحو 2.7٪، وهبط مؤشر ناسداك بنحو 3.5٪، فيما انخفض مؤشر داو جونز بحوالي 1.9٪ في واحدة من أسوأ جلسات التداول خلال الأشهر الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع تراجع عائد السندات لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.06٪، نتيجة اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. كما ارتفع سعر الذهب مقتربًا من مستوى 4,000 دولار للأونصة، في حين تراجعت أسعار النفط مع إعادة تقييم الأصول عالية المخاطر في ظل تزايد القلق بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.
العوامل الرئيسية وراء الهبوط
التصعيد الجمركي وتزايد حالة عدم اليقين
الشرارة التي أشعلت هذا التراجع جاءت بعد تصعيد جديد في الخطاب التجاري الأمريكي تجاه الصين. فكلما ازدادت التوترات بشأن الرسوم الجمركية والسياسات التجارية، تراجعت ثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي والأرباح المستقبلية للشركات، خصوصًا تلك المعتمدة على سلاسل الإمداد العالمية. هذه البيئة غير المستقرة دفعت رؤوس الأموال إلى الهروب من الأصول الخطرة نحو الملاذات الآمنة.
تراجع العوائد وعودة الطلب على السندات
استجاب سوق السندات بسرعة لهذا التحول؛ إذ اندفع المستثمرون إلى شراء السندات الحكومية، ما أدى إلى انخفاض عوائدها. يُعتبر تراجع العائدات إشارة واضحة على تحوّل المزاج العام نحو "تجنّب المخاطرة"، حيث يبحث المستثمرون عن الأمان في الديون الحكومية بدلاً من الأسهم المتقلبة.
صعود الطلب على الملاذات الآمنة
في أوقات الاضطراب، يتجه رأس المال نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والنقد والسندات الحكومية. ومع تزايد القلق وتراجع الثقة، ارتفع الذهب باعتباره مخزنًا للقيمة، فيما أصبحت السندات الأمريكية الملاذ المفضل. هذا المزيج من تراجع العوائد وارتفاع الذهب يعكس انتقالًا واسعًا للأموال من الأسهم إلى أدوات التحوّط.
المخاطر والتحديات المحتملة
التقلبات والانعكاسات المفاجئة
عندما تتحرك الأسواق بسرعة كبيرة، تزداد احتمالات حدوث انعكاسات حادة. المتداولون الذين يستخدمون الرافعة المالية أو أوامر وقف الخسارة قد يُجبرون على تصفية مراكزهم، ما يزيد من الضغط البيعي ويُعمّق التقلبات.
التأثيرات المتسلسلة على الأسواق الناشئة والديون عالية المخاطر
الهبوط في الأسواق الأمريكية لا يبقى محصورًا داخلها؛ بل يمتد تأثيره إلى الأسواق الناشئة وسندات الشركات ذات العائد المرتفع. هذه الفئات من الأصول أكثر عرضة للتقلبات في حال استمرار توتر التجارة العالمية، ما قد يؤدي إلى ضغط إضافي على التمويل والائتمان.
شح السيولة وتراجع فعالية التحوط
في أوقات الضغط، تميل الأصول إلى التحرك في الاتجاه ذاته، ما يقلل من فعالية أدوات التحوط التقليدية. كما قد تتراجع السيولة بشكل حاد، مما يؤدي إلى اتساع الفروقات السعرية وصعوبة الخروج من المراكز الكبيرة.