الدولار ينتعش مع تراجع الين وتخفيض نيوزيلندا للفائدة

ومضة الاقتصادي

الدولار ينتعش مع تراجع الين وتخفيض نيوزيلندا للفائدة

شهدت الأسواق العالمية في الأيام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة الدولار الأميركي مع تراجع حاد في الين الياباني، في حين فاجأ البنك المركزي النيوزيلندي الأسواق بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر من المتوقع. فقد ارتفع زوج الدولار/ين (USD/JPY) بشكل واضح، بينما هبط الدولار النيوزيلندي بنحو 1٪ بعد خفض الفائدة، كما ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة تقارب 0.4٪ مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن وتباين السياسات النقدية بين الاقتصادات الكبرى.

هذا التحرك يعكس التحولات في السياسة النقدية العالمية وتغير اتجاهات السيولة والمخاطر، وله آثار مباشرة على المستثمرين والشركات والمستهلكين على حد سواء.

ما الذي يقف وراء قوة الدولار؟

1. تباين السياسات النقدية

يُعد الاختلاف بين توجهات البنوك المركزية أحد أهم العوامل التي تحرك سوق العملات حاليًا:

في الولايات المتحدة، يتوقع المستثمرون أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي قريبًا في خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل، لكن التوقيت الدقيق لا يزال موضع نقاش.

في اليابان، من المرجح أن يواصل بنك اليابان سياسته التيسيرية، خاصة بعد التحولات السياسية الأخيرة وصعود ساناي تاكايتشي إلى زعامة الحزب الحاكم، مما زاد التوقعات بسياسات مالية داعمة للنمو، وأضعف احتمالات تشديد السياسة النقدية.

أما في نيوزيلندا، فقد فاجأ البنك المركزي الأسواق بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 2.5٪، وأشار إلى احتمال مزيد من التخفيضات، في خطوة وصفها المحللون بأنها الأكثر جرأة منذ بداية العام.

هذا التباين في الاتجاهات (بين التيسير الأميركي المحدود، والسياسة اليابانية المتساهلة، والتخفيض العميق في نيوزيلندا) أدى إلى تعزيز الطلب على الدولار كملاذ نقدي قوي ومستقر نسبيًا.

2. تدفقات الملاذ الآمن وسط عدم اليقين

تزايدت المخاطر الجيوسياسية ومخاوف الإغلاق الحكومي الأميركي والضغوط الاقتصادية في الأسواق الناشئة، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء نحو العملات الآمنة مثل الدولار.
وفي أوقات التوتر، غالبًا ما يتحول رأس المال العالمي إلى الدولار الأميركي، خاصة عندما تكون عوائد السندات الأميركية مستقرة والتوقعات الاقتصادية أكثر وضوحًا مقارنة ببقية العالم.

3. الضغوط المحلية وانعكاس صفقات الكاري تريد

في آسيا، بدأت بعض الصفقات المعروفة باسم “الكاري تريد” (حيث يقترض المستثمرون بالين منخفض العائد ويستثمرون في عملات أو أصول ذات عوائد أعلى) بالانحسار. ومع ضعف الين، تضطر هذه الصفقات إلى التصفية السريعة، مما يزيد الطلب على الدولار.
إضافة إلى ذلك، ساهمت التحركات السياسية المفاجئة والتصريحات من البنوك المركزية في تسريع التحولات المضاربية في سوق العملات.

التحديات والمخاطر المحتملة

1. احتمال انعكاس حاد في الاتجاه

الارتفاع السريع للدولار قد ينعكس بشكل مفاجئ إذا تغيرت معنويات السوق العالمية. على سبيل المثال، أي تحول إيجابي في الصين أو عودة شهية المخاطرة في الأسهم قد تدفع المستثمرين لتقليص مراكزهم في الدولار.

2. ضغوط الديون المقومة بالدولار

البلدان والشركات التي تقترض بالدولار تواجه الآن عبئًا متزايدًا في خدمة ديونها مع ارتفاع العملة الأميركية. هذا الوضع قد يفاقم المخاطر المالية في الأسواق الناشئة ويؤدي إلى تقلبات حادة في التدفقات النقدية.

تم نسخ الرابط