ارتفاع الأسهم والذهب معًا: لماذا يحذر المنظمون العالميون من فقاعة مزدوجة؟

ومضة الاقتصادي

ارتفاع الأسهم والذهب معًا: لماذا يحذر المنظمون العالميون من فقاعة مزدوجة؟

يشهد عام 2025 واحدة من أكثر الظواهر المالية لفتًا للانتباه في العقد الأخير: ارتفاع الأسهم العالمية والذهب في الوقت نفسه. فقد قفز الذهب بنحو 60% خلال العام بينما تواصل أسواق الأسهم، خصوصًا شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تسجيل مستويات قياسية جديدة.

لكن هذا التفاؤل لا يروق للجميع. فبنك التسويات الدولية (BIS) حذّر من أنّ هذا الارتفاع المتزامن قد يشير إلى نشوء “فقاعة مزدوجة”، أي فقاعة في الأصول الخطرة (الأسهم) وأخرى في الأصول الآمنة (الذهب) في الوقت نفسه. وهذا التزامن غير مألوف تاريخيًا، وقد يعكس اختلالات عميقة في هيكل الأسواق العالمية.

ما الذي يقود هذه الموجة؟ ولماذا تُعدّ مخاطرة؟ وماذا يجب أن يراقب المستثمرون خلال الأشهر المقبلة؟ لنغوص في التفاصيل.

ما الذي يدفع الأسهم والذهب إلى الصعود معًا؟

في الظروف الطبيعية، يتحرك الذهب والأسهم غالبًا في اتجاهين متعاكسين:
– عندما تتصاعد المخاطر، يهرب المستثمرون إلى الذهب.
– وعندما يتحسن النمو والأرباح، تتدفق الأموال إلى الأسهم.

لكن 2025 مختلف. فهناك مجموعة من العوامل تضغط على الاتجاهين في وقت واحد:

1. مخاوف التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي

من تقلبات العملات إلى الحروب والتوترات التجارية، تعيش الأسواق عامًا مليئًا بالضبابية. ومع عودة التضخم في بعض اقتصادات العالم، يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما يدفع أسعاره للارتفاع بقوة.

2. أرباح قوية في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

الطفرة في الذكاء الاصطناعي ما تزال تُغذي مكاسب شركات التكنولوجيا العملاقة. ارتفاع الإيرادات، توسع التطبيقات الذكية، والاستثمار المؤسسي الكبير جعلت أسهم التكنولوجيا بمثابة “مغناطيس” لرؤوس الأموال.

3. توقعات خفض الفائدة

مع إشارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الكبرى إلى احتمال خفض الفائدة في 2025–2026، أصبح المستثمرون أكثر استعدادًا لتحمل المخاطر بينما تزداد جاذبية الذهب أيضًا في بيئة فائدة منخفضة لأنه منافس للسندات.

وهكذا نجد أنفسنا أمام وضع فريد: أصول الملاذ الآمن وأصول المخاطر ترتفع جنبًا إلى جنب.

لماذا يُعد هذا الارتفاع المزدوج إشارة خطر؟

وفقًا لتحذيرات BIS، السبب لا يكمن فقط في ارتفاع الأسعار، بل في طبيعة التفاعلات بين الأسواق.

1. إذا عادت البنوك المركزية إلى التشديد… قد ينهار الطرفان

أي إشارة إلى تحول البنوك المركزية نحو رفع الفائدة مجددًا قد تؤدي إلى:

انخفاض الذهب نتيجة ارتفاع العوائد الحقيقية

انخفاض الأسهم بسبب تراجع توقعات النمو وارتفاع تكلفة رأس المال

وبما أن المستثمرين متمركزون بكثافة في كلا الأصلين، فقد تكون حركة التصحيح أكثر حدة.

تم نسخ الرابط