وول ستريت تقترب من مستويات قياسية مع رهان المستثمرين على خفض الفائدة في ديسمبر
العناوين المتعلقة بالتضخم لا تزال مؤثرة بقوة.
ورغم تراجع معدلات التضخم، لا تزال الأسواق شديدة الحساسية تجاه أي بيانات تفيد بعودة الضغوط السعرية. مجرد قراءة واحدة أعلى من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) قد تقلب توقعات السوق رأساً على عقب.
إلى أين يتجه السوق؟
في الوقت الحالي، تبدو الصورة قصيرة المدى إيجابية. فهناك زخم صعودي واضح، مدفوع ليس فقط بتوقعات الفيدرالي، بل أيضاً باتساع قاعدة الأسهم القيادية. فعلى عكس موجة الصعود في بداية العام التي تركزت في أسهم التكنولوجيا الضخمة، يشهد الصعود الحالي مساهمة أوسع من قطاعات الصناعات والمالية وبعض الأسهم الاستهلاكية. وهذه العلامة غالباً ما تشير إلى قوة واستدامة أكبر في الاتجاه الصاعد.
كما بدأ المستثمرون يعيدون التموضع في شركات التكنولوجيا ذات الجودة العالية إلى جانب الشركات الصناعية المستفيدة من تحسن سلاسل التوريد وزيادة الإنفاق الرأسمالي.
ومع ذلك، يُتوقع حدوث تقلبات مباشرة بعد إعلان الفيدرالي. فغالباً ما يتبع الأسواق نمط “اشترِ الإشاعة وبِع الخبر”، ومع ارتفاع سقف التوقعات قد يؤدي حتى تصريح حذر بسيط إلى حركة تصحيحية قصيرة.
ما الذي يجب مراقبته؟
تحمل الأسابيع المقبلة عدة مؤشرات رئيسية:
• بيانات الوظائف الأميركية: تباطؤ معتدل دون انهيار يعطي دعماً لسيناريو الهبوط الناعم.
• تقارير ISM لقطاعي التصنيع والخدمات: لقياس مدى اتساع الاستقرار الاقتصادي.
• توقعات الفيدرالي لمسار الفائدة حتى 2026: ربما العامل الأكثر تأثيراً. أي إشارة إلى محدودية خفض الفائدة مستقبلاً قد تغيّر شهية المخاطرة بسرعة.
كما ستكون نبرة خطاب الفيدرالي مؤثرة جداً. فالمستثمرون يأملون في تأكيد واضح على تراجع الضغوط التضخمية، وأن الظروف باتت مناسبة للتيسير. لكن إذا عبّر البنك المركزي عن قلق من احتمالية عودة التضخم، فقد يصبح مسار الخفض أقل وضوحاً.
سوق يوازن بين الأمل والواقع
اقتراب وول ستريت من مستويات قياسية يعكس نفسية المستثمرين بقدر ما يعكس البيانات الاقتصادية. فبعد سنوات من مواجهة التضخم وارتفاع الفائدة ومخاوف الركود، يتوق المستثمرون لعودة بيئة أكثر استقراراً. ومع ذلك، فإن حساسية السوق تجاه البيانات والتصريحات تكشف مدى هشاشة هذا التفاؤل.
في النهاية، يعتمد استمرار هذا الصعود على ما إذا كان الفيدرالي سيقدم الرسالة التي ينتظرها المستثمرون. وحتى ذلك الحين، يبدو أن المجال لا يزال مفتوحاً لتحقيق مزيد من المكاسب لكن بحذر واجب.