وول ستريت تقترب من مستويات قياسية مع رهان المستثمرين على خفض الفائدة في ديسمبر
وول ستريت تقترب من مستويات قياسية مع رهان المستثمرين على خفض الفائدة في ديسمبر
تقترب وول ستريت مجدداً من تسجيل مستويات تاريخية. فمؤشر ستاندرد آند بورز 500 يقف حالياً على بُعد 0.3% فقط من أعلى مستوى سجّله على الإطلاق، وهو إنجاز لافت بالنظر إلى الاضطرابات التي هيمنت على الأسواق المالية العالمية معظم هذا العام. كما حقق كلٌّ من مؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك مكاسب أسبوعية، مدفوعة بنتائج قوية فاقت التوقعات في قطاعات التكنولوجيا والصناعات. وتبدو معنويات المستثمرين في حالة تحوّل ملحوظ فالتفاؤل الحذر بدأ يحلّ محلّ مخاوف الركود التي سيطرت على بداية العام.
ويقف خلف هذا الصعود عامل مركزي واحد: تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل. هذا الاحتمال عزّز ثقة المستثمرين وأطلق موجة شراء واسعة دفعت المؤشرات الرئيسية نحو عتبة مستويات قياسية جديدة.
سوق تقوده موجة من التفاؤل
تضافرت عدة عوامل لتدفع السوق إلى هذه النقطة:
1. توقعات الفيدرالي هي المحرك الرئيسي للمشهد.
فقد ظلّت الأسواق ترسل منذ أسابيع إشارات تفيد بأنها تترقب خفضاً للفائدة في ديسمبر، ولم تصدر عن الفيدرالي تصريحات قوية تنفي ذلك. ومع تباطؤ التضخم وتراجع زخم سوق العمل بشكل طفيف يعتقد المستثمرون أن الوقت أصبح مناسباً للبنك المركزي للشروع في التخفيف النقدي.
2. تحسّن البيانات الاقتصادية يخفف من مخاوف الركود.
في وقت سابق من العام، بدت مخاطر الركود مرتفعة نتيجة ضعف قطاع الإسكان وتراجع معنويات الأعمال وتشديد الأوضاع الائتمانية. لكن التقارير الأخيرة رسمت صورة أكثر توازناً: إنفاق المستهلكين ما يزال صامداً، ونمو الوظائف معتدل لكنه إيجابي، وبعض مؤشرات القطاع الصناعي تظهر علامات استقرار أولية. هذا المزيج منح المستثمرين ثقة أكبر في سيناريو “الهبوط الناعم”.
3. عودة واضحة إلى الأصول عالية المخاطر.
مع استقرار عوائد السندات طويلة الأجل شهدت الأسهم إقبالاً متجدداً، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعات وبعض الأسهم الدورية. هذه القطاعات تقف في مقدمة المستفيدين من خفض تكاليف الاقتراض وتحسن الظروف الائتمانية وانتعاش الثقة في الطلب.
الجانب الآخر: مخاطر لا تزال قائمة تحت السطح
على الرغم من الزخم الإيجابي، لا تزال هناك تحديات عدة ينبغي مراقبتها.
النمو في الأرباح قد لا يبرر التقييمات الحالية.
فمع ارتفاع أسعار الأسهم بوتيرة أسرع من نمو الأرباح، تتوسع المضاعفات لتقترب من مستويات تاريخية مرتفعة. هذا يعني أن السوق لا يتحمل الكثير من المفاجآت السلبية. وإذا لم تتمكن أرباح 2025 من مجاراة التوقعات، فقد يصعب الحفاظ على الأسعار الحالية.
تقلبات سوق السندات ما تزال تهدد الاستقرار.
فعلى الرغم من صعود الأسهم، فإن التقلبات الأخيرة في عوائد الخزانة الأميركية تذكّر المستثمرين بأن الأوضاع المالية قد تتغير سريعاً، وأن أي ارتفاع مفاجئ في العوائد قد ينعكس بقوة على سوق الأسهم، خصوصاً قطاع التكنولوجيا عالي الحساسية لأسعار الفائدة.