بنك الاحتياطي الهندي يقدّم دفعة سيولة كبرى: ماذا تعني للأسواق والمقترضين والروبية؟
4. مخاطر العجز الخارجي
قد يتعرض مركز الحساب الجاري للهند للضغط إذا ارتفعت الواردات أو ارتفعت أسعار السلع عالميًا. عمليات شراء السندات ومبادلة العملات قد تساعد على إدارة السيولة، لكنها لا تلغي هذه الهشاشة.
كيف كانت استجابة الأسواق؟
تتفاعل الأسواق المالية في الهند وآسيا بقوة مع الخطوات الكبيرة للبنوك المركزية، وهذه المرة لم تكن مختلفة.
الأسهم
رحبت الأسهم الهندية بالتحرك، مع استفادة البنوك، وشركات التمويل السكني، والسيارات، والقطاعات الحساسة لأسعار الفائدة. ويعتقد المستثمرون أن هذه الخطوة قد تدعم أرباح الشركات في بداية 2025.
السندات
شهدت السندات الحكومية ارتفاعًا في الأسعار مع تراجع العوائد، خاصة وأن برنامج شراء السندات يوفر دعمًا مباشرًا للسوق ويقلل مخاوف العرض.
أسواق العملات
شهدت الروبية بعض التقلبات، متأثرة بزيادة السيولة محليًا وارتفاع قوة الدولار عالميًا. وسيكون أداء الروبية في فترة مبادلة العملات منتصف ديسمبر مؤشرًا مهمًا على ثقة السوق.
موقف المستثمرين العالميين
تبدو الهند الآن أكثر جاذبية على المدى القصير بين الأسواق الناشئة بفضل التيسير ونموها المتماسك وتضخمها المنخفض. لكن في المقابل يرتفع خطر تقلب العملة، ما قد يدفع بعض المستثمرين إلى التحوط بدلًا من التعرض المباشر.
ماذا يحاول البنك تحقيقه؟
تهدف هذه الحزمة المتعددة الأبعاد إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية:
دعم الاقتراض والاستثمار:
تخفيض الفائدة يخفف العبء المالي على الشركات والمتعاملين في قطاع الإسكان والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
استقرار أوضاع السيولة:
شراء السندات يساعد في تخفيف تقلبات السوق ويعزز انتقال السياسة النقدية إلى الاقتصاد الحقيقي.
إدارة تقلبات الروبية عبر مبادلة العملات:
توفر المبادلة السيولة الدولارية وتتيح للبنك التحكم الأفضل في حركة العملة دون تشديد السيولة المستدام.
ما الذي يجب مراقبته في المرحلة المقبلة؟
خلال الأسابيع القادمة، ستكون عدة مؤشرات حاسمة لتقييم نجاح هذه السياسة:
تنفيذ مبادلة العملات بقيمة 5 مليارات دولار (منتصف ديسمبر)
تفاعل سوق السندات: هل ستستقر العوائد أم تعود للتقلب؟
أداء الروبية: الأكثر حساسية في ظل تحرك العوائد العالمية
بيانات الميزان الخارجي: أي إشارات ضغط ستعيد المخاوف سريعًا
إذا جاءت هذه المؤشرات إيجابية، فقد ينجح البنك في تمديد دورة النمو. أما إذا ظهرت ضغوط مفاجئة، فقد يجد صناع السياسات أنفسهم مضطرين للمراجعة سريعًا.