بنك اليابان يستعد لرفع الفائدة إلى 0.75% في ديسمبر مع إشارة حكومية إلى القبول: ما الذي يعنيه ذلك للاقتصاد والأسواق؟
بنك اليابان يستعد لرفع الفائدة إلى 0.75% في ديسمبر مع إشارة حكومية إلى القبول: ما الذي يعنيه ذلك للاقتصاد والأسواق؟
تستعد الأسواق اليابانية والعالمية لواحد من أهم قرارات السياسة النقدية خلال العام، إذ تشير مصادر رسمية إلى أن بنك اليابان يعتزم رفع سعر الفائدة من 0.5% إلى 0.75% هذا الشهر في أول زيادة منذ يناير 2025. هذه الخطوة، التي كانت تبدو شبه مستبعدة قبل عامين فقط، تعكس التحولات السريعة في الاقتصاد الياباني ومستوى التضخم وسعر صرف الين، إضافة إلى تغير المزاج السياسي تجاه السياسة النقدية شديدة التيسير التي تبناها البنك لسنوات طويلة.
خلفية القرار: لماذا يرفع بنك اليابان الفائدة الآن؟
على مدى عقود، كان بنك اليابان عنوانًا لسياسة نقدية فائقة التسهيل: فائدة شبه صفرية، بل وسلبية لفترة، وشراء واسع للأصول، وكل ذلك بهدف كسر الانكماش المزمن الذي عانى منه الاقتصاد الياباني. لكن المشهد تغير خلال العامين الماضيين.
هناك ثلاثة عوامل رئيسية تفسر التحول:
1. التضخم المستمر وارتفاع الأجور
خلافًا لما واجهته اليابان طوال 20 عامًا من تضخم منخفض، أصبحت الأسعار ترتفع بوتيرة مستمرة، مدفوعة بزيادة تكاليف الغذاء والطاقة وارتفاع الأجور.
هذه الديناميكية الجديدة بدأت تُقلق صناع القرار، لأن استمرار التضخم بلا رفع تدريجي للفائدة قد يعمّق الضغوط على الأسر والشركات.
2. ضعف الين الياباني
سجل الين مستويات شديدة الانخفاض مقابل الدولار، وهو ما أدى لارتفاع تكاليف الواردات وزيادة “التضخم المستورد”.
الحكومة، التي كانت تاريخيًا تميل إلى تفضيل سياسة نقدية ميسّرة تحفّز الصادرات، بدأت تشعر بأن كلفة الين الضعيف أصبحت أعلى من فوائده ما أفسح المجال أمام بنك اليابان لاتخاذ خطوة أكثر جرأة.
3. تراجع المعارضة السياسية لرفع الفائدة
لطالما كانت الحكومة اليابانية حذرة تجاه أي تشديد نقدي يمكن أن يبطئ النمو. لكن مع تزايد الضغوط على المستهلكين، أصبحت السلطات أكثر استعدادًا لـ"تحمّل" ارتفاع متواضع في الفائدة، بحسب تعبير مسؤولين ماليين.
هذا التحول السياسي منح البنك المركزي مساحة أوسع للتحرك.
ما الذي يقوله بنك اليابان عن “المعدل الحيادي”؟
خلال جلسة برلمانية حديثة، صرّح المحافظ كازو أويدا بأن المعدل الحيادي يتراوح بين 1% و2.5%.
لكنه شدد على أن هذا النطاق “غير مؤكد للغاية”.
هذا التصريح يحمل دلالات مهمة:
المعدل الحالي (حتى بعد الرفع المتوقع) لا يزال دون المعدل الحيادي، ما يعني أن دورة الرفع قد تستمر لاحقًا.
البنك يرى أن الاقتصاد الياباني أقوى مما كان عليه في الماضي، ومهيأ لتحمل فائدة أعلى.
لكنه أيضًا حذر للغاية، ويعي خطر الرفع السريع في ظل تباطؤ عالمي محتمل.