اليابان تقود الأسواق الآسيوية إلى الارتفاع بعد أقوى مزاد لسندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا منذ ست سنوات

ومضة الاقتصادي

اليابان تقود الأسواق الآسيوية إلى الارتفاع بعد أقوى مزاد لسندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا منذ ست سنوات

استيقظت الأسواق الآسيوية اليوم على موجة من التفاؤل، وكانت اليابان في مركز الحدث. فقد قفز مؤشر نيكي 225 بحوالي 2.2%، متفوقًا على معظم الأسواق الإقليمية ومشيرًا إلى أن المستثمرين بدأوا يجدون ثقة متجددة في آفاق الاقتصاد الياباني. وكان نجم الجلسة هو عملاق الروبوتات الصناعية شركة فانوك، التي ارتفع سهمها بنحو 12%، مما ساهم في دفع المؤشر إلى الأعلى.

لكن على الرغم من الحماس في سوق الأسهم، جاء المحرك الحقيقي للارتفاع من زاوية يندر أن يتابعها الجمهور العام: مزاد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا، الذي حقق أقوى طلب منذ أكثر من ست سنوات وهو تحول واضح بعد فترة من التقلبات التي أقلقت المتعاملين في السوق.
وقد يبدو هذا تطورًا تقنيًا بحتًا، لكنه ترك تأثيرًا واسعًا عبر الأسواق العالمية.

لماذا كان هذا المزاد مهمًا؟

لعدة أشهر، كان المستثمرون قلقين بشأن ارتفاع تكاليف الاقتراض طويلة الأجل في اليابان. فالتكهنات حول اتجاه بنك اليابان نحو مزيد من التشديد النقدي أدت إلى تحركات حادة في العوائد، بينما أدت المزادات الضعيفة سابقًا إلى فترة من الاضطراب في سوق السندات.

لذلك عندما جاء الطلب قوياً في مزاد اليوم، كانت الرسالة واضحة: عودة الثقة.

فالشهية المرتفعة لسندات الثلاثين عامًا تعني أن المستثمرين مطمئنون لقدرة اليابان على تمويل ديونها حتى مع اقتراب موعد تشديد السياسة النقدية. وبعبارة بسيطة: السوق يعتقد أن اليابان قادرة على التعامل مع أسعار فائدة أعلى دون فقدان ثقة المستثمرين.

وقد ساعد ذلك في تهدئة القلق ورفع الأسهم، خصوصًا في قطاعات مثل الروبوتات والصناعات الإلكترونية والمصدّرين وهي قطاعات تستفيد بشكل كبير من استقرار توقعات السياسة النقدية.

خلفية عالمية داعمة

لم يأتِ صعود اليابان من فراغ. فالمعنويات حول العالم تتحسن بفضل تزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة قريبًا. وتشير عقود الفيدرالي الآجلة إلى وجود احتمال يقارب 89% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع القادم.

وقد جاءت بيانات أميركية أضعف من المتوقع لتدعم هذا السيناريو، مما حفّز شهية المخاطر ورفع الأسواق العالمية. وعادة ما يؤدي انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى ضعف الدولار وزيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى وهي ظروف تدعم الأسهم الآسيوية.

ومع تحسن ظروف السندات محليًا وتوقعات نقدية مواتية عالميًا، وجد السوق الياباني نفسه في موقع مثالي للاستفادة.

تم نسخ الرابط