تعرّض المؤشرات العالمية لهبوط هو الأسوأ في نوفمبر منذ عام 2008: مؤشر ASX-200 يتراجع 5.2% منتصف الشهر
تعرّض المؤشرات العالمية لهبوط هو الأسوأ في نوفمبر منذ عام 2008: مؤشر ASX-200 يتراجع 5.2% منتصف الشهر
نادراً ما تتحرك الأسواق المالية في خط مستقيم، لكن يحدث أحياناً أن يتغير المزاج العام للمستثمرين بشكل مفاجئ. وهذا ما يقدّمه شهر نوفمبر حتى الآن: تراجع واسع ومقلق، مع استعداد عدة مؤشرات أسهم كبرى لتسجيل أضعف أداء شهري لشهر نوفمبر منذ ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2008. فقد انخفض مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنحو 5.2% منذ بداية الشهر، بينما تراجع مؤشر S&P 500 الأميركي بنحو 3.5%، ليمحو موجة التفاؤل التي سادت سابقاً بأن الربع الأخير من العام قد يوفر بعض الهدوء بعد عام مضطرب.
والسؤال الذي يطرحه الجميع الآن بسيط: لماذا يحدث هذا؟ وربما الأهم: هل يمثّل هذا مجرد تصحيح صحي، أم أن ما يحدث يخفي اضطراباً أعمق؟
ما الذي يقود موجة الهبوط؟
في قلب هذا التراجع تقف مجموعة غير متوقعة من الأسهم: أسهم التكنولوجيا والشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وهي الفئة نفسها التي قادت الارتفاع العالمي بعد جائحة كورونا واستحوذت على الجزء الأكبر من تدفقات الاستثمار خلال العامين الماضيين. العديد من شركات الرقائق ومزوّدي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي شهدت هبوطاً حاداً، أحياناً بدون صدور أخبار جوهرية.
لكن المشكلة ليست في تضخم التقييمات فقط وإن كان ذلك جزءاً من الصورة. بل إن السوق بدأ يطرح سؤالاً أعمق: هل جرى تضخيم طفرة الذكاء الاصطناعي أكثر مما ينبغي؟ فبعد شهور من التدفق المتصاعد للأموال نحو الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بدأ المستثمرون فجأة يتساءلون عمّا إذا كان بإمكان الشركات تحقيق إيرادات حقيقية بسرعة تكفي لتبرير هذه الأرقام الفلكية.
ويأتي كل ذلك في وقت لا تزال فيه الأسواق العالمية تتأرجح بين ضبابية التضخم، وتوقعات أسعار الفائدة، وضعف البيانات الاقتصادية ليتشكّل خليط مثالي لصدمة في المعنويات.
لماذا هذا مهم الآن؟
التقلبات أمر طبيعي، لكن ما يجعل هذا التراجع مقلقاً هو أنه يأتي قبل أن تهضم الأسواق عدة محفزات كبرى، من بينها نتائج أرباح الربع الأخير لأكبر شركات التكنولوجيا في العالم. ضعف نوفمبر المبكر يشير إلى أن المستثمرين لم يعودوا مستعدين لمنح قطاع التكنولوجيا "هامش الثقة" المعتاد.
وعندما تعطس أسهم التكنولوجيا، تصاب بقية السوق بالزكام.
حتى الآن يتركز التراجع في أسهم النمو عالية الحساسية للتقلبات، لكن الخطر الحقيقي هو اتساع رقعة الهبوط: فإذا امتدّ إلى البنوك والصناعة أو الأسهم الصغيرة، فإن احتمالات الدخول في تصحيح مستمر سترتفع بوضوح. وغالباً ما تعمل أسهم الشركات الصغيرة كمؤشر مبكر لمرونة السوق. ضعفها عادة يعني سيولة أضعف، وشهية أقل للمخاطرة، وتوقعات اقتصادية أكثر هشاشة.