تدفّق الأموال إلى صناديق الأسهم العالمية لتاسع أسبوع على التوالي رغم فتور الأسواق

ومضة الاقتصادي

تدفّق الأموال إلى صناديق الأسهم العالمية لتاسع أسبوع على التوالي رغم فتور الأسواق

في عامٍ تتشابك فيه المؤشرات لا يزال المستثمرون يضعون أموالهم حيث تكمن ثقتهم. فبحسب أحدث بيانات LSEG Lipper، استقطبت صناديق الأسهم العالمية 4.43 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 19 نوفمبر، لتسجّل تاسع أسبوع متتالٍ من صافي التدفقات الإيجابية. والمشهد يبدو لافتاً إذا ما قورن بالخلفية الحالية: أسواق عالمية تتراجع، أسهم التكنولوجيا تتعرض لضغوط، ومؤشر MSCI العالمي يهبط إلى أدنى مستوى في شهرين ونصف.

ومع ذلك، ما زالت الأموال تتدفّق.

من أين تأتي هذه التدفقات؟

لا تزال الولايات المتحدة محور الثقة الاستثمارية عالمياً. فقد حققت صناديق الأسهم الأمريكية صافي تدفقات بلغ 4.36 مليار دولار خلال الأسبوع، وهي تقريباً كامل صافي التدفقات العالمية. أما آسيا، فشهدت تدفقات بنحو 3.13 مليار دولار، ما يشير إلى أن المستثمرين ما زالوا يرون في المنطقة فرصة للنمو، خصوصاً مع تحسن السياسة الاقتصادية في الصين واستمرار قوة أداء الشركات في الهند.

لكن هذه التدفقات تتناقض مع أداء الأسعار. فبينما تتدفق الأموال، تبدو الأسواق نفسها متعثرة. المخاوف المرتبطة بمسار الفائدة الأمريكية وتقييمات التكنولوجيا المرتفعة دفعت مؤشر MSCI للهبوط. إنّه أحد تناقضات السوق الشائعة: حذر في الشعور، لكن ليس في تخصيص الأموال.

لماذا تستمر الأموال في التدفق؟ القوة في الأرباح

أحد الأسباب وراء استمرارية هذه التدفقات هو قوة موسم الأرباح للربع الثالث. فقد ارتفعت أرباح حوالي 4,448 شركة كبرى ومتوسطة بنسبة 15.66% على أساس سنوي، أي ما يقارب ضعف توقعات المحللين التي دارت حول 8.23%. وهذا ليس مجرد تفوق رقمي، بل دليل على أن الشركات حول العالم تتعامل مع بيئة اقتصادية متقلبة بشكل أفضل من المتوقع.

بمعنى آخر، المستثمرون يشترون “الحقائق” بدلاً من “المخاوف”. فالأرباح القوية تساعد على تثبيت التقييمات، حتى في ظل ضبابية مسار الفائدة أو التوترات الجيوسياسية. ومع استمرار أسواق السندات في إعادة تسعير توقعات خفض الفائدة، تبدو الأسهم خياراً جذاباً نسبياً.

تم نسخ الرابط