الذهب يحقق مكسبه الأسبوعي الخامس على التوالي وسط ارتفاع الطلب في الهند وتوسع الخصومات في الصين
الذهب يحقق مكسبه الأسبوعي الخامس على التوالي وسط ارتفاع الطلب في الهند وتوسع الخصومات في الصين
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.5% يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، ليصل سعر الأونصة الفورية إلى حوالي 3,660 دولارًا، بينما بلغ سعر العقود الآجلة لشهر ديسمبر حوالي 3,693 دولارًا. هذا الارتفاع يُعتبر المكسب الأسبوعي الخامس على التوالي، مما يعكس استمرار الزخم الصعودي في أسواق الذهب.
العوامل المحركة للسوق
ساهمت عدة عوامل في هذا الأداء الإيجابي للذهب:
خفض الفائدة من الفيدرالي الأميركي: أدى خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد.
الطلب الموسمي في جنوب آسيا: مع اقتراب موسم الأعياد في الهند، ارتفع الطلب على الذهب، مما دفع التجار إلى رفع الهوامش السعرية.
ديناميكيات العملات والعوائد: ساهم ضعف الدولار الأميركي والعوائد الحقيقية في دعم أسعار الذهب، حيث يُعتبر الذهب تحوطًا ضد التضخم والانخفاض المحتمل في قيمة العملة.
التوجهات الإقليمية: الهند والصين
الهند: ارتفاع الهوامش السعرية
شهدت الهند ارتفاعًا في هوامش السعر للذهب إلى أعلى مستوى لها منذ 10 أشهر، حيث بلغ الفارق 7 دولارات للأونصة فوق الأسعار الرسمية المحلية. هذا الارتفاع يُعزى إلى زيادة الطلب قبيل احتفالات ديوالي ودوشيرا، مما دفع التجار إلى رفع الأسعار لتعويض تكاليف الاستيراد المرتفعة.
الصين: اتساع الخصومات
في المقابل، شهدت الصين اتساعًا في الخصومات على الذهب، حيث تراوحت بين 21 و36 دولارًا للأونصة تحت الأسعار العالمية، وهو الأوسع في خمس سنوات. يُعزى ذلك إلى ضعف الطلب المحلي وتحول المستثمرين نحو الأسهم، مما أثر سلبًا على سوق الذهب.
المخاطر والتحديات
رغم الأداء القوي للذهب، هناك عدة مخاطر قد تؤثر على استمرارية هذا الاتجاه:
تعزيز الدولار الأميركي والعوائد الحقيقية: أي ارتفاع مفاجئ في الدولار أو العوائد قد يقلل من جاذبية الذهب.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة: أي عمليات بيع كبيرة من قبل صناديق الاستثمار المتداولة قد تضغط على الأسعار.
التوقعات المستقبلية
تتوقع بعض المؤسسات المالية أن يصل سعر الذهب إلى 4,000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، مدعومًا بتوقعات استمرار سياسة التيسير النقدي من الفيدرالي الأميركي وارتفاع الطلب من البنوك المركزية. ومع ذلك، يُتوقع حدوث تصحيح قصير الأجل بنسبة 5-6% قبل استئناف الاتجاه الصعودي.
نصائح للمستثمرين
التخطيط المسبق: ينبغي للمستثمرين في الهند، خاصة في قطاع المجوهرات والبناء، التخطيط لمخزوناتهم مسبقًا لتلبية الطلب الموسمي.
الاستفادة من الأسعار المرتفعة: قد يستفيد منتجو الذهب من الأسعار المرتفعة من خلال تحقيق هوامش ربحية أعلى.
ما يجب مراقبته
البيانات الاقتصادية الأميركية: تراقب الأسواق عن كثب أي مؤشرات على التضخم أو التوظيف قد تؤثر على سياسة الفيدرالي.
تطورات الطلب في الهند والصين: أي تغييرات في الطلب الموسمي أو السياسات المحلية قد تؤثر على أسواق الذهب.
تحركات الدولار الأميركي والعوائد: يُعتبر الدولار والعوائد من العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الذهب.
تأثير التغيرات الجيوسياسية على الذهب
تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا مهمًا في دعم أسعار الذهب، حيث يزداد الطلب على هذا المعدن كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين. الأحداث الأخيرة في مناطق الشرق الأوسط وآسيا، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالحروب التجارية، ساهمت في تعزيز معنويات المستثمرين نحو الذهب. ومع استمرار هذه التوترات، من المتوقع أن يظل الذهب محتفظًا بجاذبيته بين المستثمرين الباحثين عن حماية رأس المال من تقلبات الأسواق المالية التقليدية.
دور البنوك المركزية في استقرار السوق
تلعب البنوك المركزية، وخاصة في الهند والصين، دورًا محوريًا في تحديد أسعار الذهب عبر سياسات الشراء والبيع وتدبير الاحتياطيات. الطلب المتزايد من البنوك المركزية يعزز الأسعار على المدى الطويل، بينما أي قرارات غير متوقعة بشأن بيع المخزون أو تعديل السياسات النقدية قد تؤدي إلى تقلبات سريعة. لذلك، ينبغي على المستثمرين مراقبة تحركات هذه البنوك عن كثب لتوقع التغيرات في أسعار الذهب واتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل أكثر حكمة.
في الختام، يُظهر الذهب قوة مستمرة في أسواقه العالمية، مع تباين في التوجهات الإقليمية بين الهند والصين. يجب على المستثمرين متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب لتوجيه استثماراتهم بشكل فعال، مع مراعاة المخاطر المحتملة وفرص الطلب الموسمي والجيوسياسي، لضمان تحقيق أفضل العوائد وحماية رأس المال.