الأسهم العالمية تتحرك بحذر مع انتهاء الإغلاق الحكومي وتراكم البيانات الاقتصادية

ومضة الاقتصادي

الأسهم العالمية تتحرك بحذر مع انتهاء الإغلاق الحكومي وتراكم البيانات الاقتصادية

بعد أسابيع من الضبابية السياسية في الولايات المتحدة، عاد الهدوء النسبي إلى الأسواق العالمية مع انتهاء أطول إغلاق حكومي في التاريخ الأميركي. ورغم أن عودة المؤسسات الفيدرالية للعمل خفّفت حدّة المخاطر السياسية، فإن المستثمرين لم يحتفلوا كثيرًا. ففي غياب البيانات الأساسية التي تأخرت طوال فترة الإغلاق، تبقى الأسواق في حالة ترقّب، مدفوعةً بمزيج من الحذر والأمل بشأن النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.

التقارير الأخيرة الصادرة عن مؤسسات مالية عالمية تشير إلى أن الأسهم الأميركية أنهت الأسبوع على أداء متباين، بينما بقيت الأسواق الأوروبية والآسيوية متماسكة ولكن بدون اتجاه صريح. ومع أن انتهاء الإغلاق أزال خطرًا سياسيًا كبيرًا، إلا أن الفراغ المعلوماتي الناتج عن تعطل البيانات الرسمية ما يزال يلقي بظلاله على قرارات المستثمرين.

وجه جديد من عدم اليقين: غياب البيانات الرسمية

الإغلاق الحكومي لم يؤثر فقط في الخدمات العامة، بل شلّ أيضًا إصدار التقارير الاقتصادية الرئيسية مثل بيانات الوظائف، مبيعات المنازل، مؤشر أسعار المنتجين، وغيرها. هذه الأرقام تُعد شريانًا حيويًا للمستثمرين وصنّاع القرار لأنها ترسم خريطة واضحة للاتجاه الاقتصادي.

والآن، ومع انتهاء الإغلاق، تستعد الأسواق لدفعة كبيرة من البيانات المؤجلة. لكن السؤال المحوري هو: هل ستكشف هذه البيانات عن تباطؤ أكبر مما كان متوقعًا؟

هذا الاحتمال جعل حركة الأسواق العالمية أشبه بـ"المشي فوق حبل مشدود"؛ فلا أحد يريد اتخاذ رهانات كبيرة قبل معرفة الصورة الاقتصادية الحقيقية التي حجبتها أسابيع من الصمت الإحصائي.

العوامل الدافعة: انخفاض المخاطر السياسية يقابله غموض اقتصادي

1. انتهاء الإغلاق الحكومي: ارتياح محدود ولكنه مهم

من الناحية الإيجابية، أزال انتهاء الإغلاق خطر تعطيل طويل الأمد قد يؤثر على ثقة المستهلكين، الإنفاق الحكومي، وتصنيف الديون السيادية. وبذلك تنفست الأسواق الصعداء من زاوية الاستقرار السياسي.

2. تراكم البيانات: عنصر ضغط بدلًا من الراحة

المفارقة أن عودة البيانات ليست بالضرورة خبرًا جيدًا بالكامل. فالأسواق تخشى أن تأتي الأرقام مخيبة للآمال، خصوصًا:

بيانات الوظائف: التي قد تكشف عن تباطؤ أعمق في التوظيف

بيانات الإسكان: التي تتأثر مباشرة بأسعار الفائدة المرتفعة

مؤشرات إنفاق المستهلك: العمود الفقري للنمو الأميركي

أي تراجع في هذه المؤشرات قد يشعل موجة تقلبات جديدة، خصوصًا في ظل حساسية الأسواق الحالية للتوقعات.

3. الأداء الضعيف لأسهم الشركات الصغيرة

أحد المؤشرات التي لا ينبغي تجاهلها هو تراجع أداء أسهم الشركات الصغيرة مقارنةً بالشركات الكبرى. وهذا الاتجاه غالبًا ما يُقرأ كإشارة مبكرة إلى ضعف اقتصادي محتمل، لأن الشركات الصغيرة أكثر حساسية للتكاليف والتمويل والطلب المحلي.

تم نسخ الرابط